يمكن للأيام المقبلة أن تكشف عن مدى عمق التحولات في السياسة المصرية، وهل يمكن لمصر فعلًا أن تغرّد خارج سرب التحالف الخليجي الأميركي، بحيث تقوم بمناورات تكتيكية تحقق لها دورًا إقليميًا أكبر وأكثر تأثيرًا، وتضمن لها بعض المكاسب السياسية في ملفات أخرى.
لم تخرج التهديدات المصرية السودانية بالتلويح بالخيار العسكري ضد إثيوبيا عن التهديد اللفظي، كما أن الإطار الزمني المتاح للقيام بعمل عسكري قبل الملء الثاني لسد النهضة ضيق، يعكس مدى التراخي المصري السوداني في التعامل مع الملف.
تُظهر التقاربات الظاهرة أخيرا صعوبة عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة إلى مرحلة الصدام اللاحقة لانقلاب 2013، نظرًا إلى مساحات المصالح المتداخلة، ووجود تحولات إقليمية ودولية، متمثلة في ملف المصالحة الخليجية وإدارة الرئيس الأميركي بايدن.
مرحلة جديدة يعيشها العالم العربي بسبب سعي النظام السياسي الرسمي إلى تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي، بحيث يتم استبدال الحقوق التاريخية بالمنافع الاقتصادية أو السياسية الخاصة لعدد من الدول العربية، ما يشكل خطرا على القضية الفلسطينية.
أعادت الرسوم المسيئة للرسول (ص) ودعم الحكومة الفرنسية لها، من دون استنكار آثارها على السلام المجتمعي وحماية حقوق الأقليات، الحديث عن جدوى المقاطعة الاقتصادية، وعن مساحات حرية الرأي والتعبير داخل المجتمعات العلمانية الغربية.
لم تمتلك الحالة المصرية أيًا من المقوّمات المطلوبة للدفع بحراك سياسي ناجح، فلا توجد هويةٌ سياسيةٌ جمعية، ولا حد أدنى من التوافق بين التيارات السياسية، كما أنه لا توجد رموز قادرة على حشد الجماهير، والأهم من ذلك أن فكرة التظاهر نفسها أصبحت فكرةً منهكةً
أحدثت تحولات ما بعد الربيع العربي بشأن حركات التيار الإسلامي مراجعات جديدة تناقش ما طرأ على هذا التيار، وتستعرض المقالة التالية جهوداً بحثية لكتاب منشغلين بحقل الإسلام السياسي أنجزوا دراسات فيه، وتضيء عليها.