كان صغيراً بحيث يتّسع في راحتين مغلقتين/ وبسيطاً بحيث تكفي ابتسامة لوصفه/ ومَشاعاً، كالحقائق القديمة التي تُردَّد في الصلوات/ لم يستقبلنا التاريخ بعراضات المنتصرين:/ بل رمى الرمل المتسخ في أعيننا/ وامتدّت أمامنا دروب طويلة لا تؤول إلى مكان.
نحن أبناء عصرنا، إنه عصر سياسيّ. طوال اليوم، وطيلة المساء، كل الشؤون -شؤونك، شؤوننا، شؤونهم- هي شؤون سياسية. سواء أعجبك الأمر أم لم يعجبك
لِجيناتك ماضٍ سياسي، ولبشرتك درجة لون سياسية، ولعينيك لمحة سياسية.
اكتب عمّا حصل. اكتبه. بحبر عادي على ورق عادي: قد حُرموا من الطعام، وماتوا جميعاً من الجوع. كلهم. كم كانوا؟ في روضةٍ فسيحة. كَم عُشبةً كان فيها للشخص الواحد؟ اكتب عمّا حصل: لا أعرف. فالتاريخ يعدّ الضحايا بالأعداد الصحيحة...
يقرأ الشاعرُ أشعارَه للعميان/ لم يكن يتوقع أن يكون ذلك صعباً إلى هذا الحد/ صوته يهتز/ يداه ترتعشان/ يحسّ أن كلّ جملة/ ها هنا تمر بامتحان العتمة/ وعليها أن تعتمد على نفسها/ بلا أضواء بلا ألوان.