بالنسبة للسوريين الذين تنقصهم خبرة العمل السياسي وتوظيفه في الواقع، وجدوا في أصداء الحراك المصري فرصةً لإطلاق شحناتهم ضمن الشارع السوري، استسهالاً واعتماداً على مفهوم مضلل لفكرة "إسقاط النظام"، وأمل كاذب بقوة "الشبكات الاجتماعية" وسيلة لحشد السوريين في صف واحد.
تخصصت عشرات المجموعات في "فيسبوك" في (لم شمل السوريين) و(تهريب السوريين)، فيما تخصصت صفحات أخرى في ملاحقة وعرض تفوق سوريين عديدين في بلاد اللجوء دراسياً أو أخلاقياً أو علمياً... وما تزال هذه المجموعات تتكاثر بالعشرات، بشكل تطوعي وغير مأجور.
ليست هناك مؤشرات توحي بقدرة أي طرفٍ على السيطرة المطلقة، عسكرياً أو سياسياً. لذلك، لا بد من إعادة صياغة التحالفات السياسية بشكلٍ يوحي بالقدرة على احتواء الأزمة السورية.
لماذا يتحتم على أي أحد أن يكره "داعش"؟ أو ليس من الضروري أن تستمر "داعش" نفسها كي يعيش هؤلاء؟ ربما عليها أن تبقى ضعيفة أو متهالكة، إنما من الضروري أن تبقى. إنها الوقود الذي يغذّي كل هذه الآلة الدولية العمياء؟
كيف يمكن أن نعتبر تصرفاً معيناً "خطأ فردياً"، إذا لم يكن هناك مقياسٌ يعرف "الصحيح" أصلاً؟ وكيف يمكن أن نعتبر تصرف أحد أفراد الجماعات خطأ، إذا كان خطاب الجماعات المسلحة لا يتبنى مقياس موحّد في تعريف "ما يعبّر عن الثورة"؟
نشأ المجتمع المدني مشوّهاً مرتين، أولاً ككيانٍ لا يحمل من مبادئ المجتمع المدني أو قيمه إلا الاسم الدعائي، وثانياً عبر نشوء توأم أحدهما مجتمع مدني "معارض" والآخر "موال"، انتشر على شكل شبكتين عريضتين في الداخل والخارج السوريين