كنت في تلك الليلة، أستمع إلى موسيقى "بنك فلويد" حين ظهرن أمامي. لم يتوقفن طوال الليل من التودد لي، لمشاركتي بيتي الصغير، أربع جنيات ودودات اقتحمن وحدتي، لمشاركتي الإستماع لتلك الموسقى التي أدمنت سماعها في اخر الليل.
أي شعور هذا! حين انشق الليل الى نصفين وكيف سالت عتمة بيضاء على وجهي لكني هذه المرة نظرت نحوها/كنت أجرّها، مثل خرقة بالية أومأت لي بكل حنو، حملتها بين يدي وارتديتها، مثل معطف بارد/تلك هي روحي التي كلّما تعبت أخلعها.
لا أحد معها، إلّا هوايتها الوحيدة، "جمع الصور المجزّأة"، تكوِّم قطعها فوق الطاولة، ثم تنهمك في تركيبها، وكلّما نجحت في وضع قطعة في مكانها المناسب، تشعر بخوف شديد، لشدّة اهتزاز جدران الغرفة، كأن شيئاً ضخماً يحاول هدم البيت.
كيف يسمع الشاعرُ الموسيقى؟/ هو لا يسمع/ هو يرى أفعى تُخرج رنيناً من معطفها/ ثم تعلّقه على أشجار الخوف/ يرى أرانب بيضاء تقفز بين الطبول/ وإناث حائرات بلا إيقاع/ يبحثن عن ظلّ بارد في الليل...