لم يصمت رشيد ميموني الذي مرّت قبل أيام ذكرى رحيله الـ23، ولم يرضخ للأمر الواقع، سيفضح الهمجية التي أرادت الفتك بالجزائر، وسيكون المنفى ثمناً لذلك. كان جاهزاً لتحمّل مسؤولية كتاباته، حتى وهو يتلقى تهديداً صريحاً بهدر دمه.
منذ روايته الأولى مطلع الخمسينيات، اشتغل الكاتب الجزائري مولود فرعون، الذي مرّت قبل أيام ذكرى استشهاده الخامسة والخمسون، على الحياة الجزائرية تحت الاستعمار الذي لم يعش زمناً غيره، هو الذي اغتيل قبل أشهر من استقلال بلاده في عام 1962.
يضمّ الكتاب الجديد لـ كمال داود، الصادر حديثاً في فرنسا، تحت عنوان "حُرّياتي" مجموعة من المقالات الصحافية. بدا الكاتب الجزائري مستعداً للدفاع عن قناعاته وأفكاره، بعيداً عن الإثارة التي كلّفته فتوى ضدّه في الجزائر ونقداً لاذعاً من اليسار الفرنسي.
لماذا تغيّرت حالة "السعادة" التي عاشت الشاعرة الجزائرية صافية كتو فتراتها الأولى في الجزائر العاصمة، إلى حالة توجّس وأمنيات مشوبة بحذر تبدو جليّة من خلال بعض قصائدها الأخيرة، قبل أن تنتحر مُلقية بنفسها من فوق جسر في العاصمة.
يُعتبر الكاتب الفرانكو جزائري نقطة التقاء بين فضاءين؛ عالم الخبراء والكتّاب، إذ نشر أعمالاً روائية وبيوغرافية. لم يعد رابحي إلى الجزائر منذ أن غادرها في 1962، رغم أنه يزور بلداناً عربية، كان آخرها المغرب حيث قدّم سلسلة محاضرات مؤخراً.
في عمله الروائي الثاني، ينطلق الكاتب الجزائري سعيد خطيبي من سيرة الكاتبة والرحّالة السويسرية إيزابيل إيبرهارت وينتهي إليها. بين النقطتين، تتشعّب الأحداث والشخصياتالتي تمزج بين الماضي والحاضر، ليصل إلى سؤال العنف الدموي الذي عاشته بلاده في التسعينيات.
بالنسبة إلى الكاتب الفرنسي من أصل روسي، انتهى بلدُه حين غادره إلى باريس في أعقاب الثورة البلشفية. كتب بالفرنسية فقط معلناً قطيعة مع لغته الأم، لكن روسيا ظلّت حاضرةً في رواياته، وفي كتب السيرة التي تناولت شخصيات من الفترة القيصرية.
بقيت أعمال الكاتب الإسباني أصلاً والفرنسي لغة والجزائري مولداً، بعيدة عن متناول القارئ العربي، ولم يزدها رحيله إلا ابتعاداً. أعمال أبرزت تطلّعاً وُلد تحت رماد الأحداث التي غيّرت مجرى التاريخ. منذ أيام حلّت الذكرى الحادية عشرة لرحيل صاحب "أعالي المدينة".
هل أدّى "الاعتراف العالمي"، والفرنسي تحديداً من خلال انتخاب الكاتبة الجزائرية عضواً في الأكاديمية الفرنسية، إلى نوع من سوء الفهم والتوجّس اللذين أفرزا مواقف مشكّكة عند بعضهم في هوية آسيا جبّار والتزامها تجاه قضايا وطنها ولغتها الأم؟
في مذكّراته الصادرة مطلع السنة الحالية، يستقصي الكاتب الفرنسي تفاصيل ماضيه وطفولته، وعلاقاته مع الأدباء والسياسيين الفرنسيين وغيرهم، لا تخلو من أحداث ومواقف طريفة، يحاول أن يسبغ عليها مسحة من الأمل، رغم مرارات الحرب العالمية الثانية، التي عاش أهوالها شابّاً.