لا يكفي المدخول الشهري لعامل من درعا لشراء كيلوغرام من السكر. فالاقتصاص من منطقة كانت مهد الثورة السورية، لم يتوقف على القصف اليومي والحصار واستهداف الخدمات الأساسية، بل عمد النظام السوري إلى محاولة تركيع الأهالي عبر إجراءات عقابية خانقة
لم يعد الحصار يُستخدم بهدف إذلال وتركيع السوريين فقط، وإنما تحوّل إلى استثمار يحقق ثروات ضخمة لشبكة معقدة من المنتفعين، تتكون من أركان النظام ورجال أعمال وتجار ووسطاء. هكذا، أصبح فرض التجويع فرصة لذئاب تنهش الأجساد وتجعلها معبراً لجني الأرباح
تحوّل حمل السّلاح في سورية إلى مهنة رائجة، اتسعت مع ارتفاع حدة البطالة وتدمير المنشآت الاقتصادية والتعليمية. وفي حين يدخل الآلاف التنظيمات لأسباب سياسية وأيديولوجية، إلا أن الآلاف أيضاً ينتظمون بدافع البطالة والفقر...
واقع يشير إلى أن مستقبل البلاد سيكون مأزوماً
للسنة الخامسة على التوالي، يستقبل الشعب السوري العيد بألم شديد وكبير. من جهة فقدت العائلات السورية عدداً كبيراً من أفرادها بسبب الحرب الدائرة، ومن جهة أخرى، فإن تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، جعل القدرة الشرائية للمواطنين في الحضيض
لا يكترث النظام السوري بأوجاع شعبه، تارة يقصفهم بالبراميل وطوراً يعمد إلى تهجيرهم من بيوتهم، وفي كلتا الحالتين لا يرى سوى مصلحته.اليوم يعمد النظام إلى تغير واجهة العاصمة دمشق، عن طريق تهجير السكان الأصليين، من خلال إطلاق "تنظيم شرقي المزة"
"ست سنوات ونحن نستقبل شهر رمضان في ظل الحرب، وفي كل مرة نظن أن أحوالنا في شهر الصوم المقبل ستكون أفضل، إذ لم نكن لنتخيل وضعاً أسوأ مما نحن فيه، غير أننا ننتقل من عام سيء إلى أسوأ"، بحسب حلى
يظهر الخاسرون في الحرب السورية بوضوح شديد لا تخطئه العين. فهم حديث وسائل الإعلام، والمادة الرئيسية لتقارير مراكز الأبحاث كما أنهم مفتاح صعود وهبوط الكثير من السياسيين. الجميع يتحدث عن الخسائر الاقتصادية الهائلة، لكن أحداً لا يتحدث عن الرابحين
لطالما كان اقتناء سيارة جديدة بمثابة "حلم" عند معظم السوريين بسبب التدني الكبير لمتوسط الأجور في بلادهم. أما اليوم، فقد توسعت أعداد غير القادرين على اقتناء سيارة، بعد انهيار القدرة الشرائية مع انهيار الاقتصاد وحلول الخراب والدمار في البلاد
تتهافت الدول على تقاسم كعكة إعادة إعمار سورية قبل انتهاء الحرب، إذ إن حجم الخسائر والدمار جعل العديد من الشركات العالمية تلهث لنيل قسط من المشاريع المقبلة، في حين يرعى النظام السوري حصة حلفائه، عن طريق سلة تشريعات للإعمار
ليست الحرب وحدها ما يدمر حياة السوريين، فالأوضاع الاقتصادية، وارتفاع التضخم، جعلت من رواتب السوريين أوراقاً نقدية لا قيمة لها، خاصة في ظل انخفاض سعر صرف الليرة. وبات السوري أكان عاملا أم عاطلا من العمل، يعيش الفقر والعوز بشكل مستمر