كنتَ تأمل أن ترى فاكهة في مفردات الكلام الأخرَق/ في عبث الأشياء/ في سرير مكسور بعد ليلة ساخنة/ في الخيبات المتلاحقة لنساءٍ عاشقات/ في صباح موحش سيجلب لك حماسة غير معهودة/ في ليل ينهمرُ عليك ساعة تكون مُهترئاً من الحزن.
كان لون الوضوح يوم أمس له شروطه الخاصة/ وسيرتي تنقضي دون أن أجدها/ على كل واحد منّا أنْ ينكر أحلامه/ بما يكرره من تنازلات وجروح. فعلت ما عليّ ألا أفعله/ لأجل أن أتجاهل أسباب انتظاري لكِ.
تتراجع منكسراً إلى الخلف كندبة سوداء/ بعيداً عن خرائط اليقظة/ محشوراً في زاوية من الوقت الهارب أنّى يشاء/ أولئك الذين ينتجون نشرات أخبار من ماراثون فجائعنا/ تشبه سقفاً كنسته الريح/ بأيِّ أرضٍ سيدفنون ترابنا. تعتصرنا الأخبار من حناجرنا/ تحرمنا البوح.
ماذا لديك في هذا المساء المُسَرطَنْ: كوّةٌ لا تَسمعُ فيها سوى خرير ماء يأتي إليك من كوخ بعيد، ظلٌ يمنحك الدفء، مصطبةٌ في حديقة عامة تكفي لاستراحة اثنين في هذا الخلاء، مرآةٌ تَسكُبُ انعكاسها على رّصيف مُعلّق بهواءٍ شديد البياض.
غياب لا يكفّ عن التطلّع تحت ألسنتنا/ ننقّب كلٌّ في انحداره عن استيقاظ الرمح في رأسه/ أسعيدٌ أنت في إنكارك للصحراء/ أم ما زلت تدور حول الآثام؟/ إلاّ أنّي أراك قُدّاساً مطويّاً تحت الثلج/ كفّاك تحملان كمشة ظلال سمّمها التشابه.
جدُّنا كان هنا، على تلك الرابيةِ يشخُرُ ساعةَ يشاء/ كَم مِن حروبٍ مرَّت عليه، فكان يشطُبها بحكايةٍ يسلّي أحفادَهُ بها. مهما اسودّتْ الليالي كعشبٍ أحرقته الشمس/ بغديدا بكلِّ أناقتِها ستخرُجُ بمفردِها/ لاأحد يحرُسُها/ وحيدةً بذاتها/ وحيدةً بأبنائها/ وهذا أقصى أمانيها.