"التصلّب المتعدّد" مرض مترقٍّ يصيب الجهاز العصبي المركزي، ولا علاج شافياً له في الوقت الحالي، وهو أمر قد يمكن وصف العلاقات الأميركية التركية به، حيث التباعد على حاله ولا مؤشّرات أو بوادر حلحلة له قريبا.
قتل رئيس جهاز أمن السفارة الأذربيجانية في طهران، الملازم أول أورهان عسكروف، في هجوم، ما دفع مساعد وزير الخارجية الأذري، خلف خليفوف، إلى القول إن بلاده لم تعد تثق بقدرة إيران على توفير الحصانة والحماية لموظفي السفارة، فتم تجميد نشاطاتها حتى إشعار آخر.
جديد الاختراقات السياسية التي سجلها أخيراً حزب الشعوب في تركيا، أن حزب العدالة والتنمية تواصل معه أخيراً، وهو الذي ابتعد عنه سياسياً منذ سنوات، بعدما زار وزير العدل، بكير بوزداغ، ووفد حزبي قياداتٍ من حزب الشعوب، لبحث اقتراح إجراء تعديلات دستوربة.
قرار تركيا المصالحة والتطبيع مع نظام الأسد، بشقّه السوري، ينبغي أن يترك لقوى المعارضة وفصائلها، وأن تحدد هي خيارات المرحلة المقبلة، بعيدا عن إلزامها بمتطلبات وحدة الصف، و"جهود" التقريب بين المعارضة والنظام، لمنع "خطر" الانقسام الذي يهدّد سورية.
إلحاق روسيا مناطق استراتيجية أوكرانية متداخلة ومتشابكة إلى هذه الدرجة، وضمها إلى الاتحاد الروسي، سيفجّر منطقة البحر الأسود بأكملها، وسيدفع أنقرة نحو خيارات صعبة في موضوع الحيادية وموازنة العلاقة بين الروس والغرب في الملف الأوكراني.
أعلنت أنقرة عن تعرّض مقاتلات تركية وأميركية تنفذ مهمة أطلسية روتينية فوق بحري إيجه وشرق المتوسط بواسطة نظام الدفاع الجوّي "إس - 300" الذي نصبته أثينا في جزيرة كريت اليونانية بطريقة غير شرعية، ما دفع أنقرة للتصعيد ضد أثينا واتهام واشنطن بالازدواجية.
لن يفرّط الرئيس التركي أردوغان بعرض إيراني لتحسين العلاقات مع النظام في دمشق، يخفّف ضغوط الداخل والخارج عليه في الملف السوري، وهو قد يقبل طرح فتح الأبواب مجددا نحو دمشق لأسباب داخلية وخارجية، فيها السياسي والاقتصادي والأمني.
لن تصل ظاهرة حزب "ظفر" في تركيا إلى حالة اليمين المتشدّد أو النزعة الشعبوية اللوبانية أو الهوفرية أو الفيلدزية التي تعاني منها أوروبا. والجميع في تركيا يتجنب الدخول في نقاش أو الإجابة عن سؤال من الذي فتح الطريق أمام أوزداغ، ليبرز ويقوى على هذا النحو.
الظرف التركي علني ومباشر موجّه إلى استوكهولم وهلسينكي. تطالب أنقرة في العلن بأخذ ما تريده في ملفات التنظيمات الإرهابية التي تحاربها، والتي توفر لها فنلندا والسويد الحصانة حسب تركيا، لكن سهامها موجّهة في أكثر من اتجاه، وما تسعى إليه أبعد وأهم من ذلك.
أطلقت القوات التركية عملية عسكرية جوية وبرّية فجر الـ 18 إبريل الماضي تحت اسم "المخلب ـ القفل"، على مواقع وأهداف لمجموعات حزب العمال الكردستاني في مناطق متينا وزاب وأفشين – باس شمالي العراق. ولهذا التحرّك التركي، هذه المرّة، أكثر من هدف عسكري وأمني.