اليوم رميت ظلّي في النهر/ وعدت إلى بيتي/ وضعت رسالتها القديمة قرب النافذة/ فصار لها ظلّ قصير/ قصير مثل سيرتي معها / فاقتبست من ظلّ الرسالة ظلاً / وانسكبت في البيت / قصائد من فرح وبكاء.
المغني لم يغنِ يوماً/ إنه يبكي مصحوباً باللحن يرافقه/ موجة ترتطم بصخرة وتئن/ تتناثر كصوت الرصاص في أذن الفرح/ يرافقه/ نافذة يؤرجحها الهواء/ فتدنو من البحر حيناً/ وحيناً تبتعد/ حتى أرى الأزرق يهدر في الزجاج/ يرافقه/ صوتكِ يمرّ في البال.
تستكشف رواية الكاتب الصيني يو هوا سؤال الولادة الذي طالما شغل المفكّرين واختلفوا حوله، ويتأمّل أيضاً وضع الإنسان المعاصر في ظل سطوة الآلات والدولة على كل ما يخصّ حياته، كأنما يحاول كتابة سيرة العصر الجديد والولادة من رحم الآلة.
تعيدنا قصّة الكاتبة الإيطالية إيلينا فيرانتي إلى كتّاب نشروا بأسماء مستعارة، وتفتح الباب على مفهوم الاسم وقدرته على التحوّل إلى هوية منفصلة وكيان قائم بذاته؛ فكل الأسماء الوهمية أخذت مكانها في تاريخ الأدب، ولم يعد كتّابها الحقيقيون سوى ظلال لها.
وما تبقى سأتركه للرمل/ ألا يكفي أن أصير رملاً لأحيا من جديد/ ستحملني الريح للبلاد التي لم أزرها/ فربما أعود إلى قلبي/ حيث تركت جارتنا تزرع الورد/ وربما أصبح خيلاً في زجاجة/ تحملني سائحة من شمال القارة الشقراء.
تثير تحوّلات السلطة في الحضارة العربية تساؤلات على مستويين؛ سلطة اللغة، ولغة السلطة، ومن ورائهما تبدو ذهنية المجتمع المحكوم لرأس السلطة من خلال تسميته؛ رئيساً أو والياً أو خليفةً.. إلخ. هنا، قراءة في مستويات السلطة في الحضارة العربية وأسمائها.
منذ أن ظهر ما يُعرف بالأصول العربية، لم يتوقّف فقيه وعلامة منذ القرن الثاني الهجري، إلا وراح يروي حكاية تكوّن السلالة العربية ويتحدّث بصيغة الشاهد. شكّل هذا الطرح بداهة في الذهنية العربية ولم يعد ذلك قابلاً للتساؤل من جديد.
عندما يجري البحث في جذور السيرة النبوية التي تشكل المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، فالعائد للسيرة يجد نفسه أمام سيرة ابن إسحاق الذي تنسب إليه كتابة السيرة، ولا يجد من هذه السيرة الأصلية سوى ما قدمه ابن هشام في سيرته المعروفة.