لا شك في أن كثيرين منا لا يزالون يذكرون شعار "الغزو الثقافي". كانت استعارة مستخرجة من القاموس الحربي، وكان هذا الشعار متداولاً بكثرة ومُحبّب الاستخدام من أطراف متناحرة في ما بينها من إسلاميين وليبراليين ويساريين وقوميين وغيرهم.
قرّرت الكاتبة أن تكون وفيّة للواقع إلى أقصى الحدود، إذ لم تغيّر حتى اسم ابنها في الرواية. وقد أدّى ذلك إلى انقطاع الوصال بينهما إلى الأبد، بعدما فشلت جميع الوساطات ورفض الابن الغاضب حضور جنازة والدته وإلقاء نظرة الوداع عليها.
ما زاد الطين بلّة هو قول صنصال بأن الخراب الذي لحق بالمجتمع الجزائري خلال حكم بوتفليقة يتجاوز ما خلّفه المستعمر الفرنسي في قرن ونيّف. أليست هذه محاولة فاضحة لتبييض سجل المستعمر الفرنسي؟ هل يمكن لعاقل أن يناقشه في الأمر حتى؟
كان إيكو من أشد المعجبين بشبكة الإنترنت لفتحها باب التواصل والمعرفة على مصراعيه بين الناس. غير أنه راجع موقفه مؤخراً ودقّ ناقوس الخطر، محذراً من مغبة سيطرة الأغبياء على هذه الوسيلة التكنولوجية الحيوية. لكن هل بوسع أحدٍ إسكات الأغبياء؟
كان لديّ اعتقاد راسخ لفترة طويلة أن القراءة متعة فردية بامتياز، ولكني تعلّمت أن القراءة يمكن أن تكون متعة جماعية أيضاً. إن للقراءة مستويات متعدّدة وكل قراءة تختلف عن الأخرى، وكل قراءة تنعكس على حياتنا وتجاربنا وذاكرتنا بشكل.
تزايد هاجس التقاط الصور في كل وقت وفي كل مكان حتى صارت ظاهرة "السِلفي" أقرب إلى مرض نفسي. إننا نعيش تخمة في الصور وترهّلاً وكسلاً في التذكّر. لكن الذاكرة غيورة على حرّيتها ولا تريد أن تُقاد كالحمير.
أما المثال المضاد لبوجدرة فيتعلّق بالكاتبة الإيطالية إلينا فيرانتي التي وصلت روايتها الأخيرة إلى القائمة القصيرة في "ستريغا"، أهم جائزة أدبية في إيطاليا. الغريب والطريف في الأمر أنّ فيرانتي هو اسم مستعار لكاتبة مجهولة الهوية.
إن توظيف مقاربة المافيا لفهم الواقع العربي ليس غريباً أو اعتباطياً، فالقرائن والأدلة متوفرة منذ سنين. إن فكرة الدولة عندنا كمؤسسات ذات مصداقية ضعيفة جداً وثقة المواطن فيها هشة مما يفتح المجال دائماً أمام مجموعات مصالح تتحرك وفق ذهنية مافيوية.
كان غوخ رساماً فاشلاً في أعين معاصريه. فقد رسم قرابة 900 لوحة ولكنه لم يتمكن من بيع سوى واحدة طوال حياته. أما اليوم فهناك إجماع حول عبقريته، وتباع لوحاته بملايين الدولارات، ويقف الناس في الطوابير من أجل الدخول إلى متحفه.
قلبت تكنولوجيا الاتصالات علاقة المبدع بالجمهور رأساً على عقب. باستطاعة القارئ اليوم الوصول إلى الكاتب ومحاورته مباشرة، ليظهر أنه قرأ العمل مراراً، فيقدّم الملاحظات. في المقابل، ثمّة صحافيون يكتفون بقراءة العنوان، ويطرحون الأسئلة نفسها على أدباء مختلفين.