نشر جهاز الموساد الإسرائيلي، يوم الإثنين الماضي، إعلانات تشبه تلك التي تقدمها أية مؤسسة تجارية، لاستقطاب موظفات جديدات في أجهزته. وأثار الإعلان اهتماماً خاصاً في الصحافة العربية، مع أن مثل هذه الإعلانات ليست جديدة، ولها سابقات.
صارت تردّد أمثالاً طول الوقت عن العشب والنبع والأرض، لكنها لم تنس أنها في أول شبابها كانت تذهب في كل أسبوع إلى البحر، ومرّتين على الأقل في السنة إلى سينما الحمرا في يافا، وأنها سمعت مرّة مباشرةً أم كلثوم هناك.
مع الحديث الذي صار مؤكّداً عن وصول عمي بعد أشهر مع العائدين، ومع معلومات كانت غير واضحة وقتها عن "اتّفاقية سلام دائمة"، اعتقدنا جميعاً أنّ أحلام جدتي الطويلة ستنتهي فوراً، أو كان هذا ما تتصوّره هي على الأقل.
في طفولة كل طفل أو طفلة منا، كان هناك حبيبة أو حبيب يجيئون في كل صيف، من بلاد أخرى، لم أفهم بالضبط إلى الآن، ما الذي جعل البنات العائدات أجمل من بنات القرية.
هل سيعيد مشروع إعمار غزة حالة مخيم جنين، في تشكيله بما يتلاءم مع القدرة العسكرية الإسرائيلية؟ وبما يقوّض ملامح المقاومة التي تحملها بنية غزة الحضرية؟ أو هل سيفرض رؤية الداعمين الحضرية المعولمة؟
أليس اتهام النص أو التجربة الثقافية الإسلامية على أنهما سبب كل ما جرى، من داعش وحركات المعارضة السورية الإسلامية، واتهامه على أنه كان قابلا لما حدث منهما، محاولة لتفسير الواقع من خلال نص مبتور عن زمنه، ومأخوذ في غير سياقه؟
إن كانت معاداتنا للهيمنة والمهيمن، تفرض علينا رؤية العالم كما هو، بخصوصياته، وخروجنا عن السقوط في فخ الهوس الدائم فيه، وفي محاولة إعجابه، فإنها تفرض علينا أيضاً، خروجنا من ثنائيات المهيمن، بتقويضها لتحويله آخرنا الوحيد.