كاتب ومخرج سينمائي فلسطيني، ولد في 1951، كتب في صحف في بريطانيا ولبنان والإمارات وفلسطين، أخرج عدة أفلام وثائقية، حاز بعضها على جوائز في مهرجانات دولية. نشرت له مجموعة قصص قصيرة في رام الله، وترجم بعضها إلى الانكليزية.
عندما تزور العاصمة الإسبانية أو غرناطة أو أي مدينة إسبانية، ستجد تماثيل لوركا. حتى في متحف الشمع تجده جالساً في مقهى، يقرأ قصيدة يتنبأ فيها بموته. وعندما تنظر من شرفةٍ ترى الدماء التى كتب عنها.
كانت فلسطين المستحيلة تبدو في تلك اللحظة قريبة، ولا يعود مهماً في ذروة إمكانية الالتحام بها، كيف وعن أي طريقٍ يكون هذا الالتحام. هناك حلم تشكّل، منذ اليوم الأول لولادتي في خيمة اللجوء، وها قد أصبح هذا الحلم قاب قوسين.
لم يكن مخيم عين الحلوة الذي عرفنا فيه النضال والمناضلين من أجل فلسطين هو مخيم اليوم، بعد أن تم غزوه من الجماعات الإسلامية، بمرجعياتها المختلفة. كان المخيم كريماً بحبه وتبجيله للذين يعملون من أجله.
كان فرويد شخصية مؤثرة في دوائر علم النفس والفلسفة والفكر، وكان هرتزل شخصية مؤثرة في الأوساط اليهودية الليبرالية. وعلى الرغم من عدم رغبة هرتزل في لقائه، إلا أن فرويد أرسل مؤلفه "تفسير الأحلام" إلى هرتزل، رغبة منه في أن يقرأه.
ينتابنا الأسى على الشابين، معاذ الحاج الذي مات وحيداً منعزلاً متروكاً بلا سند، ومهند يونس الذي انتحر وهو يعلن للملأ أنه سينتحر مثل حكاية سينمائيةٍ نشاهدها، وليس في مقدورنا درء هذا المصير البائس، ولا الذود عن الروح المعذبة والمتوثبة إبداعاً.
لا نستطيع عزل ما يجري في مخيم عين الحلوة في لبنان عما يجري في معارك الجرود، وعما يريده حزب الله الذي استطاع السيطرة على لبنان، في مسعاه إلى أن يكمل ما أعلن عنه حليفه الأسد من تجانس طائفي، وتطويع للطوائف.
هذا رثاء لجان شمعون، وليس غوصاً في أفلامه. رثاءٌ للمسيحي الذي لازم الجرح الفلسطيني إلى نهاية دربه، ونهاية التوهج في دربنا، وانكساره وتشتّته وضياعه وهزيمته، كما على المسيحي أن يكون.
أدهش فضل شاكر جمهوره في الوطن العربي بتوقفه عن السير في طريق الفن في قمة تألقه، واعتراف عالم الغناء بموهبته وتنافسه مع فنانين كبار، وانسحابه إلى قوقعة الدين المغلقة أمام هذه الأشكال في التعبير عن الذات ومكنوناتها، واعتبار الغناء حراماً.
عرفت في كردستان أن لمحمود درويش قصيدة عنوانها "كردستان"، نظَمها في 1963. لم أقرأ القصيدة قبل أن أذهب إلى كردستان، لكني أدركت حضور درويش في ضمائر الكرد شاعراً كتب عنهم، وأعلن حبه لهم، وحزنه لما أصابهم عبر الأزمنة.
كان ناجي العلي غاضباً ضد الظلم والتشرد والفساد والكذب على الناس، وخداعهم بالشعارات وامتهان كرامة الإنسان، وسرقة الأوطان والمتاجرة في مصائرها. كان ابناً باراً للمخيم، بما يشكله من حيّز للألم واليأس.