قد يكون الدرس الأكبر والأساسي لثورات الربيع العربي، بعد عشر سنوات ضائعات، أن الثورات لا تتم بين ليلة وضحاها، بل لها هزّات تعبر سلسلة من الحركات الخفيفات المتواليات في الزمن والمكان، قد تستغرق وقتاً أطول مما هو متوقع.
أنفقت الخزينة الأميركية حتى اليوم مئات البلايين من الدولارات وآلاف الضحايا من الجيش الأميركي، لتنهض من النوم في أحد الصباحات، فترى شرقاً أوسط جديداً أمام عينيها، لكنها بدلا من ذلك، بدأت ترى الصواريخ الروسية التي تذكّرها بالحرب الكوبية.
ليس من الضروري قراءة التحولات الراديكالية التي يمر منها الإسلام اليوم، باعتبارها تحولاً في الذهنية العامة نحو مزيد من التشدد، بل العكس، فثقافة التسامح هي التي ستنتصر، في النهاية، على موجات الغاضبين باسم الدين.