في الوقت الذي يطغى فيه الخطاب الغربي الداعم بقوة لحكومة التوزيع والمحاصصة، تسعى منظمات ومؤسسات غربية إلى شق الصف الداخلي لتيار التغيير، واستقطاب شخصيات جديدة، لضمهم إلى قائمة المهرولين صوب العواصم العربية والغربية، من خلال مشاريع للحوار وورش العمل.
الحاجة تبدو ملحة لإطلاق مشروع حقيقي، يؤسس لبناء الدولة، يستوعب المتناقضات والخلافات داخل المجتمع، ويعبر عن الهوية الإسلامية بشكل حقيقي، ولا يمكن أن يكون المشروع مقتصراً على جانبه السياسي فقط.
لن يخضع الثوار لإرادة الأمم المتحدة ومندوبها في ليبيا ولسياساتهم التي تُرسم بعيداً عنهم، وسيدفعهم الواقع والصراع الصفري الذي تفرضه الدولة الأمنية والعسكرية إلى البحث عن حلفاء جدد، تتقاطع مصالحهم مع التغيير في مراكز القوى في ليبيا.
الثوار في ليبيا أمام استحقاق تاريخي، فهم بصدد إنشاء منظومةٍ سياسيةٍ واجتماعية وإعلامية واقتصادية جديدة، تحتاج عمليات معقدة من البناء، تستصحب قيماً وأخلاقاً شرعية، وتتطلب نضجاً أكبر في المجال السياسي، يكافئ ما أنجزه الثوار عسكرياً وأمنياً، وفق مبدأ تطبيق الشريعة.
رسم معالم المشروع السياسي في ليبيا، اليوم، سيكون من خلال جهد دبلوماسي فعال، يحدّ من التدخل الإقليمي، ويقنع الغرب بقدرة الثوار على العمل السياسي، بطرح مبادرات للحوار، تركز على تحقيق المكاسب الصلبة، بما يحقق أهداف الثورة.