رسائل عدة يبعثها الجرحى والمصابون، بعضهم عالقون في المنافذ، وفي أسرة وطواريد مستشفيات خلت من الرعاية والاهتمام، إلى دول التحالف والحكومة والأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة للنظر إلى معاناتهم، وبدء العمل لإنهاء ألمهم ووجعهم الذي نتمنى أن ينتهي قريبا.
ليس العيد الخامس لفبراير كالذي قبله، فجموع هادرة تعمل على إعادته واقعاً، يمشي بين الناس بدولة قوية، تحفظ للناس حقوقهم وتجعلهم على كلمة سواء، بعدالة وتعايش ومواطنة.
العام الذي تعددت فيه الوجهات والمخططات، وربما النيات، وهي المبيتة. لكن توحد فيه الألم غير آبه بالزمكان أو الديموغرافيا، فهو جسد واحد يتوجع، وإن بدا الألم أكثر في الجنوب، فتعز ما زالت تشكو أوجاعها وتبكي حصارها.
وحدها الطرق الوعرة لانت لتعز، بينما قست قلوبكم. لكن، قد لا تحملونها، وإلا لما أنكرتم ما يعتمل في تعز. إنكم تحاولون التغطية على جرائم بشعة، لا تمس التعزي وحده، بل تمس الجميع، وإن تغاضيتم عنها الآن، ستصلكم نارها.
صنعاء تريد السلامة، ولكن بحياء، فهي لا تريد الانتفاضة على الانقلابيين وطردهم بنفسها، ولا تريد أيضاً لغارات التحالف أن تستمر، أو أن تندلع حرب أهلية في أزقتها وحواريها، بعد أن نجح مسبقاً فتيةٌ من مصلحيها بتجنبها
النصر الذي تقرأه في وجوه الناس، جميعاً، وقد غدا هدفهم اليومي على الرغم من الموت والقصف العنيف، لكنه الإصرار الذي تقرأه في أعينهم، يتعطشون له صغاراً وكباراً، لا حديث عن الهزيمة، لكنهم ينتظرون فقط الدعم الكافي من العتاد والغطاء الجوي.
الجنون الذي استعر في اليومين الماضيين في قتل المدنيين، وبالأسلحة الثقيلة، يؤشر إلى أن الرئيس السابق والحوثي يريدان إغلاق أي باب آخر سوى السلاح والقتل والتدمير للرضا بهم، وهو الاستحالة.
كل الحقائق تدل على أن المشكلة اليمنية لم تأخذ حقها دولياً، في ظل الانقسام الظاهر، والظهور المرتبك لقيادات في الأحزاب اليمنية التي قسمت نفسها نصفين، قدماً في صنعاء وأخرى في الرياض، يداً مع القاتل وأخرى تربت على الضحية
هل ستدخل المساعدات الإنسانية، بكل سلاسة ومن دون تعقيد أو منع، أم أن وراء الأكمة "الهدنة" ما وراءها، وتظل اللعبة بيد اللاعبين الرئيسيين، كخيوط أزمة يوجهونها أنى شاءوا.
لجأ صحفيون ومدونون وناشطون يمنيون إلى الوسائل المتاحة التي توفرها شركات الهاتف النقال، في خدمات التواصل الاجتماعي، خصوصاً "واتس أب" الذي لا يحتاج إلى كثير من وحدات الطاقة الكهربائية، فظهرت خدمة جديدة، هي "الواتس نيوز".