المصالحة الفلسطينية كانت تشارُكية بين عددٍ من الدُّول العربية، كما أنّ الدّور القطري استمر، ومعه تواصل قطار المصالحة، وبات أكثر قربًا للوصول إلى الغاية الشعبية المنشودة، وربما أكثر من أيّ وقت مضى.
إزاء رحلة الصّمود ودفع الثّمن المستمرة؛ التي يتكبّدها الفلسطيني، من المنصف أن يكون هناك إخوة عرب يقفون إلى جواره، فمن فضلكم، أيها العرب، لا تستكثروا على قطر أنّها لم تصنّف حماس المقاوِمة "إرهابية"، لا تستكثروا عليها أنّها تضمّد جرح غزة.
إنّ الخطاب السياسي الفلسطينيّ ليس أكثرَ من نصّ نثري، مشوّه البداية والنّهاية، كونه يفتقر إلى الصراحة والصّدقية في الطّرح والتّعبير، فهل يفهم المسؤول الخطابي اليوم أنّ حديثه المُطوّل لم يعد مقنعًا في ظلّ غياب النقاط العملية لحلم التغيير.
لا يختلف عاقلان على أنّ إسرائيل استهدفت على امتداد عمُر القضية الفلسطينية رموزًا من مختلف فصائل منظّمة التحرير، لكنّ السؤال المشروع والبديهي، في مثل هذه الظروف التي يعيشها الفلسطينيون: أين منظّمة التّحرير اليوم، ولماذا أصبحت منظّمة الرّجل الواحد؟
مَن ينظر إلى الشباب الفلسطيني الذي عاش فصولًا مختلفة من المأساة؟ ومَن يفكّر بحقوقه قبل طموحاته، مَن يضع مستقبلهم على أجندته، في ظلّ اختلاف الأجندات وارتباط أغلبها بقرارات خارجية؛ فهل بات مقدورًا على الشباب الفلسطيني أن يكون الوقود للخلافات السياسية؟