أعلم جيداً/ أن المسارح الّتي نلعب فوق حبالها وفي دورانها الخافت/ وفي الصمت القليل الذي تحمله إلينا كلّ يوم/ مطرّزة بستائر فارعة/ تفصلُ هذين الجسدين/ النّاقصين قليلاً/ لكثرة ما يصنعان في المخيّلة/ وأعلم أيضاً/ أنك ستغتالُ المدينة الغارقة في ضبابها...
بين صخرتين/ تنبت ريح الخريف الآتية من بعيد/ بحثًا عن مأوى/ حين تكفّ الصخرة عن الابتسام/ في وجه النهر/ سترمي العشبة بنفسها على مهل/ في حضن الريح/ إذ إنّ سيقان الطائر الجبليّ/ لن تساعداه/ عشية هذا الخريف/ على الكفّ عن سماع صوته.
يرقص الرجل قرب هذا الجسد الذي ما يزال طفلاً/ لعينيك لون اللمسة الأخيرة التي سيتركها هذا العابث على جلدك/ ملتحفًا ضباب الرغبة الشاردة/ بوداعة من لا بيوت لهم/ مثل رجل هادر/ لا أشباه له في السينما/ ولا أزقة ليقطعها في هذا الدخان المتصاعد من غليونه.
لم أعد أبحث عن السمكة في النهر/ ولا عن الوردة في الحديقة/ أريد للطرقات أن تجد طرقاتها/ كي لا تضل مسار العودة/ إلى المزارات القديمة/ أريد للموتى أن يكنسوا عيونهم من عن الأرصفة/ كي يرتاحوا من الرؤية/ لم أعد أبحث عن الأجنحة في الفراشات.