ليست المشكلة في من "يتاجرون" بتعرية حياتهم على "التيك توك" من الجنسين وبكل الأعمار، فهذا شأنهم وهم يعرضون بضاعتهم. المشكلة "الأسوأ" تكمن في متابعيهم بالملايين أو بمئات الألوف، لذا يجب الاهتمام بأسباب هذه المتابعات والإعجاب والحماس لنشرها.
يحدُث التدليس أحيانا لشغل الرأي العام بقضايا لا تخصّه "واستدراجه" إلى معارك بين الجنسين، "لاستنفاد" قواه، ولشغله عن الاهتمام بما يجعله "أقوى"، وأكثر تأثيرا في صنع حاضره ومستقبله. وكما نسارع بالابتعاد عن أي مستنقع، فلنفعل ذلك مع التدليس وعشّاقه.
تحرص هيئات على نشر التعصّب بإذكاء الطائفية والنزعات العرقية بين أبناء الوطن العربي كافة، وبين الوطن خصوصاً، وتدعم الاحتفال بالانتصارات الزائفة والاحتماء "بالطائفة"، وتجاهل رؤية أخطاء بعض الزعماء، واستنزاف العقول في تبرير أخطائهم أو خطاياهم.
ننسى أحياناً، ربما من انهماكنا الزائد بتفاصيل الحياة وضغوطها المختلفة التي لا ينجو منها أحد، أنّ العقل يعمل وينضج ويتسع "فقط"؛ عندما نفكّر في ما يُقال بعيداً عمن قاله أو من "يروّجه"، ما يحتّم علينا التفكير جيدا لمواجهة كل إلهاء عن الأهداف الحقيقية.
تتعدّى ثقافة السير بجوار الحائط تجنّب الحديث عن الأمور السياسية أو المواضيع الشائكة، أياً كان نوعها، وتتعدّد وتتسع وتتوغل وتتغول، لتشمل الامتناع عن إبداء الرأي، بصراحة وبأمانة، وبالشجاعة في العمل، ولو كانت من أجل تحسينه والارتقاء به.
العبودية العقلية أسوأ أنواع العبودية؛ فالعبودية الجسدية "تنبّه" صاحبها إلى ما يتكبده من خسائر نفسية وجسدية ومالية، والسعي إلى الخلاص منها، أما العبودية العقلية، فتتسلل "بخبث"، ويختارها صاحبها ويتغنى بها ويفتخر بعضهم بأنهم من أشد أتباع فلان.
في العزلة تتجدّد إنسانيتنا ويتنامى الاعتزار بها؛ لنرفض تلقائيا كل ما يجعلنا أشياء، ولا يهمّ عدد من نعرف؛ فالأهم أننا نتبادل معهم الشغف بالحياة والرغبة بالفهم والاحترام والود، ولن نقطع صلتنا بغيرهم؛ لكننا لن نأخذهم أبدا معنا في سفينتنا الذاتية.
لا شيء يقتل العقل كالفضول في الأمور غير المفيدة، كمتابعة ماذا يفعل الآخرون والإعلانات التي تظهر؛ فيضيع الوقت وتتسلل الطاقات بلا سيطرة منهم وتتراجع قدراتهم على فعل ما يفيدهم؛ ويقعون تحت أمرين يتنافسان بالسوء: جلد الذات، واختيار خذلان النفس.
ارفعي رأسك وتنفسي الرضا الجميل عن النفس الذي يفخر بما فعلته، ويخطط للأفضل، ويذكّرك بأنه دائما هناك فرص أمامك، ليكون غدك أفضل، وأنك تستطيعين صنعه بقوة وشموخ وراحة نفسية وابتسامة مشرقة تنير عمرك قبل وجهك، وليكن شعارك: دائما بالإمكان أفضل مما هو كائن.
يثبت الواقع والدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت "بضراوة" في زيادة معدلات الاكتئاب، فهي كالرمال الناعمة التي "تجذب" من يختار التعامل معها، باعتبارها منفذاً للتنفيس وللأمان وللشعور بالذات؛ "فتبتلعه" بقسوة دون أن ينتبه أو يعبأ للتحذيرات والنصائح.