مدوّن وكاتب من غزّة.
جاء الليل، ليل موحش مخيف ليلنا النهار المضيء بآية من آيات الرعب والتنبه بأصوات متداخلة بصوت الثكالى ودموع الحيارى ونزف الرمل، وحقائب كثيرة مزدحمة بالجلود والشّعر والأصابع، يدُ أمٍ وذراعُ أبٍ وقلب أخ كونوا جسداً وناموا في سلام.
في 14 أكتوبر/ تشرين الأوّل أتممت 26 عامًا، ترسل لي أمي والقصف فوق رأسها "العمر كلّه يمّا". هذه الرسالة جعلتني أنهار بكلّ جوارحي، جسدي تشنّج، رائحة قلبي المحترق ملأت الغرفة. أي عمر يا أمي؟ كلّه؟ لا أريد عمري كله، أريد أن أراك الآن، أريد أن أضمّك.