قبل خمسة أعوام أخرج ستيفن شوبسكي فيلمه الأول The Perks of Being a Wallflower، الذي دارت أحداثه بين أوساط المراهقين ونال احتفاءً نقدياً وجماهيرياً كبيراً في 2012، ما جعل من الفيلم الثاني للرجل Wonder تجربة منتظرة، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار وجود نجوم بحجم جوليا روبرتس وأوين ويلسون معه، والأهم هو الطفل "المعجزة" جاكوب تيمبرلاي الذي أبهر العالم قبل عامين عند مشاركته في بطولة فيلم Room.
يحكي فيلم Wonder عن عام دراسي في حياة الطفل "أوجي"، الذي وُلد بتشوهات خلقية كبيرة، جعلته يقوم بـ27 عملية جراحية وتجميلية، جعلته في النهاية قادراً على الرؤية والسمع، ولكنها فشلت في جعله "ولداً عادياً ذا وجه عادي"، مثلما يقول في افتتاحية الفيلم، ومع وصوله إلى السن الذي يجب فيه أن يذهب إلى الدراسة من أجل مواجهة العالم والاحتكاك بأطفال آخرين، حسب رغبة والدته إيزابيل ووالده ناتي، يعاني في البداية من نظراتهم المستغربة أو تعليقات بعضهم القاسية، قبل أن تتغير الأمور ببطء، ليس في حياة "أوجي" فقط ولكن في حياة كل من حوله، حيث يحتاج كل منهم – وكل منا – للقبول بشكل أو بآخر.
أكثر ما هو رائع في هذا الفيلم هو محاولة شوبسكي ألا يكون محصوراً فقط في قصة "أوجي" ومحاولته التكيف مع المدرسة، فمنذ المشاهد الأولى تشعر أن الفيلم سيكون متوقعاً جداً، وسيسير بشكلٍ خطي متتبعاً انتقال "أوجي" من المعاناة إلى القبول، ومن كونه "غير عادي" إلى أن يصبح "عادياً" لا يستغرب الناس وجهه، وبالطبع ذلك جزء من رحلة الفيلم، ولكن "شوبسكي" يدخل خطوطاً درامية أخرى تجعل الحكاية أقل نمطية؛ مقسماً الفيلم لأربعة فصول يروي كل منها واحد من أطفال أو مراهقي الفيلم، فنرى أبعاداً أخرى للنبذ أو عدم التقبل، أبرزها وأجملها وأكثرها إثارة لذهن المتفرج هي حكاية الأخت "فيا" التي اعتادت أن ينال أخوها كل الاهتمام، أن "يكون الشمس وكلنا الكواكب التي تدور حوله"، وبالتالي تكون أقل قدرة على الشكوى أو التعبير كي لا تُحمل الآخرين، وتحديداً والديها، وفي إحدى اللحظات حين تقول للأخ بصدق إن "العالم لا يدور حولك"، يستطيع الفيلم أن يخلق بعداً أعمق للحكاية، يستطيع أن يجعلنا نحن أيضاً نتعامل مع "أوجي" بعادية باعتباره شخصاً يجب أن ينظر أبعد من مشكلته ومعاناته فقط.
في المقابل، فإن العيب الحقيقي في الفيلم يتعلق بالمونتاج واختيارات السيناريو في مشاهد النهاية، حيث يمكن بسهولة اختصار ربع ساعة على الأقل من التتابعات الختامية للأحداث، ليس فقط لأنها "سعيدة" لدرجة غير واقعية، ولكن لأن المتفرج يشعر أن الفيلم ينتهي أكثر من مرة؛ في مشروع العلوم الناجح الذي ينفذه "أوجي" وصديقه "جاك"، أو في مسرحية "فيا"، أو في "رحلة نهاية العام"، أو عند وقوف "أوجي" مع الأطفال أمام الشاطئ، كلها لحظات ختامية تجعل ما بعدها "آنتي كليماكس" أو استمرارا لما بعد الذروة الدرامية والعاطفية، ما جعل النهاية الفعلية عن تكريم "أوجي" في المدرسة ضعيفة للغاية، ولكن خلاف ذلك، فـWonder واحد من أجمل الأفلام الإنسانية والعائلية في عام 2017.
اقــرأ أيضاً
يحكي فيلم Wonder عن عام دراسي في حياة الطفل "أوجي"، الذي وُلد بتشوهات خلقية كبيرة، جعلته يقوم بـ27 عملية جراحية وتجميلية، جعلته في النهاية قادراً على الرؤية والسمع، ولكنها فشلت في جعله "ولداً عادياً ذا وجه عادي"، مثلما يقول في افتتاحية الفيلم، ومع وصوله إلى السن الذي يجب فيه أن يذهب إلى الدراسة من أجل مواجهة العالم والاحتكاك بأطفال آخرين، حسب رغبة والدته إيزابيل ووالده ناتي، يعاني في البداية من نظراتهم المستغربة أو تعليقات بعضهم القاسية، قبل أن تتغير الأمور ببطء، ليس في حياة "أوجي" فقط ولكن في حياة كل من حوله، حيث يحتاج كل منهم – وكل منا – للقبول بشكل أو بآخر.
أكثر ما هو رائع في هذا الفيلم هو محاولة شوبسكي ألا يكون محصوراً فقط في قصة "أوجي" ومحاولته التكيف مع المدرسة، فمنذ المشاهد الأولى تشعر أن الفيلم سيكون متوقعاً جداً، وسيسير بشكلٍ خطي متتبعاً انتقال "أوجي" من المعاناة إلى القبول، ومن كونه "غير عادي" إلى أن يصبح "عادياً" لا يستغرب الناس وجهه، وبالطبع ذلك جزء من رحلة الفيلم، ولكن "شوبسكي" يدخل خطوطاً درامية أخرى تجعل الحكاية أقل نمطية؛ مقسماً الفيلم لأربعة فصول يروي كل منها واحد من أطفال أو مراهقي الفيلم، فنرى أبعاداً أخرى للنبذ أو عدم التقبل، أبرزها وأجملها وأكثرها إثارة لذهن المتفرج هي حكاية الأخت "فيا" التي اعتادت أن ينال أخوها كل الاهتمام، أن "يكون الشمس وكلنا الكواكب التي تدور حوله"، وبالتالي تكون أقل قدرة على الشكوى أو التعبير كي لا تُحمل الآخرين، وتحديداً والديها، وفي إحدى اللحظات حين تقول للأخ بصدق إن "العالم لا يدور حولك"، يستطيع الفيلم أن يخلق بعداً أعمق للحكاية، يستطيع أن يجعلنا نحن أيضاً نتعامل مع "أوجي" بعادية باعتباره شخصاً يجب أن ينظر أبعد من مشكلته ومعاناته فقط.
في المقابل، فإن العيب الحقيقي في الفيلم يتعلق بالمونتاج واختيارات السيناريو في مشاهد النهاية، حيث يمكن بسهولة اختصار ربع ساعة على الأقل من التتابعات الختامية للأحداث، ليس فقط لأنها "سعيدة" لدرجة غير واقعية، ولكن لأن المتفرج يشعر أن الفيلم ينتهي أكثر من مرة؛ في مشروع العلوم الناجح الذي ينفذه "أوجي" وصديقه "جاك"، أو في مسرحية "فيا"، أو في "رحلة نهاية العام"، أو عند وقوف "أوجي" مع الأطفال أمام الشاطئ، كلها لحظات ختامية تجعل ما بعدها "آنتي كليماكس" أو استمرارا لما بعد الذروة الدرامية والعاطفية، ما جعل النهاية الفعلية عن تكريم "أوجي" في المدرسة ضعيفة للغاية، ولكن خلاف ذلك، فـWonder واحد من أجمل الأفلام الإنسانية والعائلية في عام 2017.