على موقع "أرشيف المجلّات الأدبية والثقافية العربية"، نعثر على ما دونّه بركات من تأمّلات في الحياة الأميركية المعاصرة، فيكتب في رسالته "كلما ازداد نفوذ الآلة، وكلما ازدادت الحياة الاجتماعية تعقيداً، شعر الإنسان بأنه يخسر كيانه ويصبح جزءاً يدور في فلك الآلة الكبرى – المجتمع؛ شعر بأنه ينهار وينفصل ويتجزّأ".
ويتساءل في موضع آخر "هل توصلّت الحضارة الحديثة إلى ما توصلّت إليه الأسماك التي يتحدّث عنها الكاتب الروائي ج. د سالينجر في إحدى قصصه؟ يقول: "تدخل الأسماك ثقباً يكثر فيه ثمر الموز، غير أنها لكثرة ما تأكل وتسمن وتضخم يستحيل عليها الخروج من الثقب.. وتموت"، تُرى، هل توصلّت الحضارة الحديثة إلى الذروة التي يتحدّث عنها تويني وسوروكن وشينغلر وابن خلدون؟".
في العدد نفسه من مجلة "أدب"، يمكن تصفّح نصوص ومقالات لأسماء بارزة، منها: جورج شحادة، وغالي شكري، وأدونيس، وعلي الجندي، وشوقي أبو شقرا، وأنيس فريحة، وغادة السمان.
بالعودة إلى سنوات أقدم، نجد مقالاً نُشر في مجلة "الأديب" في عددها الصادر في أيلول/ سبتمبر 1944 للغوي والفقيه اللبناني عبد الله العلايلي (1914 – 1996)، يتحدّث فيه عن تنافر الأمّة والدولة: "يجد المتتبّع لأسباب الثورات الاجتماعية في التاريخ، أنها ترجع إلى هذا التنافر كثورة مزدك الفارسي والثورة على عثمان وثورة كرمويل والثورة الفرنسية الكبرى وثورة عرابي باشا وثورة الاتحاديين والثورة ضد الرأسمالية على مختلف أنواعها، لأن الدولة تمثّل الجانب اللاشعبي دائماً، وفي كلّ هذه الثورات تجد ما يؤيد هذا الرأي".
ويضيف "فالدولة تريد أن تستغلّ الأمة لحسابها، أي بضعة أشخاص، والأمّة تلحّ أبداً في كبت جماحها.. وقد تسنّى للدولة الغلبة في أدوار ماضية، بيد أن المجتمع الحديث آخذ بالانعتاق والجنوح نحو تجانس مركّز، ولكنه لن يتمّ إلا إذا تبلورت الأمة في الدولة تبلوراً حقيقياً.. فإلى انتفاضات خالقة أدعو العرب".
إلى جانب البعد التوثيقي الذي يحقّقه الموقع، وهو مهمّ في أرشفة معظم ما كُتب في المجلات الثقافية بين عامي 1876 و2014، والتي صدرت في 15 بلداً عربياً إضافة إلى إنكلترا وألمانيا وأميركا والهند، فإن الباحث يمكنه أن يرصد تطوّر كثير من الأفكار والمعالجات تجاه هواجس وقضايا لا تزال حاضرة في عالمنا العربي كالثورة والإصلاح والديمقراطية والوحدة العربية والحداثة والتحديث وغيرها.
يُذكر أن المشروع قد انطلق عام 2014، وقد أُرشفت إلى الآن 193 مجلة بأعدادها التي تتجاوز 12 ألفاً وتحتوي حوالي ربع مليون مقال وأكثر من مليون ونصف صفحة.