تسعة فنانين شباب، توزعوا جدران قاعة "برج بابل" وحدائقها وقبوها في اليوم الأول من "أسبوع تركيب الثقافي"، الذي اختتم في بغداد أخيراً.
"الحياة الأخرى" مشاركة الفنان أكرم عصام التي احتلت قلب القاعة الرئيسة، وهي كولاج فوتوشوب يعرض البنايات التاريخية في بغداد. عملٌ يشكّل بوحاً بشأن "حياة أخرى ممكنة، ولكن في مناطق أكثر أمنا".
أما الفنان علي عيال الذي فقد والده أثناء الحرب الأهلية التي اجتاحت بغداد عام 2006، فقد شارك بماكيت "ميديا مختلطة"، وهو توثيق لثنائية الفرح والحزن ضمن فضاء بلد ملبّد بالجنون، ومشاركة عيال الأخرى هي "أضفه كصديق كي تتحدث إلى الرئيس"؛ فيلم فيديو من نوع الكوميديا السوداء، يشجّع على التواصل بين المتلقي والقيادات السياسية التي تحكم البلد عبر فيسبوك، لكن المفارقة أن هؤلاء القادة الذين يشجعون على التواصل هم ذاتهم الذين حجبوا خدمة الإنترنت عن البلد.
من جهته، عرض قادر فاضل مجموعة من رسوماته وأعماله ضمن متاهة لا تسمح بالوقوف طويلاً أمام العمل لفك أسراره، لكن الأعمال المعروضة تحتوي على علامة تجارية إلكترونية "باركود" تلزم المتلقي أن يصورها عبر هاتفه الجوال لكي يتلقى رسائل نصية تكشف عن شفرات العمل، مثل "الحياة متعة وليست حرب" و"السلام فاكهة الحياة".
وفي "أكشن"، يوثق ليث كريم حالة استكشاف أرواح الذين قضوا في التفجيرات التي تجتاح العراق، ويدعو متلقيه إلى تتبع آثار قميص مدمى استلّه من ركام تفجير ما، من خلال سلسلة صور عبر جهاز "آي باد".
"ماضي المستقبل"، فن تركيب ضوئي ضمه الفنان رائد مطر في صندوق أسود مهمته "خلق الوعي القادر على استيعاب الزمن وروح التسامح" كما يقول الفنان الذي يدعو المتلقي للاستماع إلى قصة تدور أحداثها بعد خمسين عاماً، لكنها وبما يشبه الفنتازيا؛ تبشر بانهيار العالم الغربي بعد أن يصبح العالم العربي المكان الأكثر أمناً في العالم.
أما محمد وحيد، فيقدم عبر عمله الصوتي المركب "صراع" تناقضات العالم المتحضر الذي يبني ويشن الحروب في آن واحد، عبر جهاز غرامافون ببوقين، يصدر الأوّل صوت موسيقى ناعمة، فيما يصدر الآخر أصوات انفجارات وأزيز طائرات.
سركون الأكدي يستحضره حسين عادل مرتدياً بزة مضادة للرصاص، عبر أربع صور، يقول عنها إنها الوسيلة الوحيدة التي يتمكّن العراقي عبر ارتدائها من السير في الشارع مطمئناً بألّا تصيبه شظايا السيارات المفخخة، أو الأحزمة الناسفة، التي تنتهك حرمة الشوارع والمدارس والأسواق الشعبية. إنها رحلة عبر الزمن تتبّع حياة العراقيين عبر آلاف السنوات.
ثمة عملان تفاعليان هما "أكدر أشوفك" (أستطيع أن أراك) لسجاد عباس، وهو فيلم توثيقي ينقل تجربة حية له، جرت فصولها أثناء الانتخابات البرلمانية 2014، و"طلاكتين" لروان المختار التي واشجت بين اللوحة وتركيب مادة بنائية وفيلم تلفزيوني لتكشف ازدواجية المجتمع الذكوري في تعامله مع ثنائية الغرب – الشرق والمساحة الممنوحة لحركة المرأة.