مع عودة العديد من صالات العرض في الأردن، والعالم العربي، لاستقبال زوّارها بعد أشهر من الإغلاق نتيجة تفشّي فيروس "كوفيد – 19" المستجد، انطلقت العديد من المعارض التي يحاول بعضها توثيق الجائحة والتفكير في المستقبل، بينما ضمّت معارض أخرى مجموعات المنظّمين الدائمة.
"أمل" عنوان المعرض الجماعي الذي افتتح في الحادي عشر من الشهر الجاري في "غاليري رؤى 32 للفنون" بعمّان، ويتواصل حتى العاشر من الشهر المقبل، بمشاركة كلّ من الفنانين أماني الهنداوي وحسن جلال ودانا برقاوي وفادي حدادين.
يُعرض سبعة وعشرون عملاً تتنوّع أساليبها وتقنياتها المستخدمة بين القماش والورق والخشب والمواد المختلطة التي عكست مقترحات جمالية مختلفة، لكنها تشترك في ما بينها باحتوائها ألواناً مشرقة ومبهجة تحيل إلى عنوان المعرض.
أعمال تتنوّع أساليبها وتقنياتها بين القماش والورق والخشب والمواد المختلطة
تقدّم المهندسة الإنشائية أماني الهنداويتجارب م تنوّعة، حيث بدأت بالرسم ثم انتقلت إلى النقش، ثمّ إلى دراسة الحفر في الرخام ومجسمات البرونز في مدينتي كراره وبيتراسانتا في إيطاليا قبل أن تقيم أول معرض فردي لها قبل عامين وقدّمت فيه أعمالاً ثلاثية الأبعاد باستعمال مواد مختلطة ووسائط متعدّدة.
أما الفنان المصري حسن جلال المقيم في الأردن، فيستخدم أنماطاً وأشكالاً هندسية حيوية في لوحاته، معتمداً في أسلوبه الحركة التي تأخذ الضوء واللون إلى رؤية جديدة ومبتكرة تماما للفن، كما تنزع أعماله نحو التجريد الذي يتشبع بمناخات صوفية وأخرى تتصل بالحضارة المصرية القديمة، حيث تتراءى الصحراء ووجوه لبشر وحيوانات وتماثيل وتكوينات غامضة.
وتتناول أعمال المصوّرة والمصمّمة دانا برقاوي التغيرات الاجتماعية - السياسية، وتستخدم الحبر والقهوة والخيط والصحف والنباتات والطلاء وورق الذهب والكولاجات لتصنيع أعمالها التي تحتوي عادة أجساداً بشرية وكتابات ورموزاً عدّة، وهي ترى أن "فلسطين أصبحت مفهوماً. لا يعتمد على المكان، إنما هي مفهوم للعدالة والحرية، والمقاومة والوجود والجمال، هي الوطن الموجود والحي والباقي".
ويذهب فادي حدادين إلى لوحة ذات طبقات لونية متعدّدة تستند إلى فكرة البناء والهدم للتعبير عن تطور المادة وتماهي الشكل الذي يذوب بانفعالية الألوان وتعبيريتها، والتي تشكّل بؤرة العمل ومركزه ضمن تجربة مختلفة في التجريد الذي يستند إلى الطاقة التي يكثفها اللون من خلال الحركة والإيقاع الدائمين في اللوحة.