"نوافذ سينمائية"، التي تُقام دورتها الـ14 بين 2 و20 إبريل/ نيسان 2019 في باريس، تحتفل بها بعرض فيلمين لها، هما "أطفال الحرب" (1976)، و"بيروت مدينتي" (1982). "أيام بيروت السينمائية"، المحتفلة بدورتها الـ10 بين 29 مارس/ آذار و6 إبريل/ نيسان 2019، تُخصِّص ندوة بعنوان "جوسلين صعب والذاكرة اللبنانية"، تُقام عند الساعة السابعة من مساء الأربعاء (3/4/2019) في "دار النمر" (بيروت). ندوة تعكس نظرة 3 أجيال إلى مسيرة المخرجة والفنانة الراحلة، في "تحية خاصة لمخرجة رائدة"، كما قال المخرج هادي زكّاك، مدير الندوة، التي يُشارك فيها الأستاذ الجامعي والكاتب فوزي طرابلسي، مؤلِّف كتاب "تاريخ لبنان الحديث" (2007)، علمًا أن صعب التقته وصّورته أثناء تنفيذها "لبنان في الدوّامة" (1975)، والمخرجة والمُولِّفة (مونتاج) ميشيل تيّان، التي شاركت ميرنا معكرون في رحلة داخل عوالم السينما في لبنان، وفي أعماق ذاكرة بلد ومجتمع واشتغالات سينمائية، في "كان يا ما كان، قصّة نجمة" (1994)، وملاك مروّة، التي صوّرت صعب، عام 2017، داخل "استديو بعلبك"، بل بين بقاياه.
وبحسب زكاّك، فإنّ هذه الندوة تتيح للمتحدّثين فيها فرصة التشارك معًا "في استكشاف نافذة على تاريخنا المعاصر، عبر أجيال عديدة". فالندوة "تركّز على أعمال صعب، التي تناولت الواقع اللبناني منذ اندلاع الحرب الأهليّة". ورأى زكّاك، في بيان صادر عن إدارة "أيام بيروت السينمائية"، أنّ "هذه الأعمال تشكّل، مع أفلام جيل السينما اللبنانية الجديدة في سبعينيات القرن الـ20، أمثال برهان علوية ومارون بغدادي وجان شمعون ورندة الشهال وغيرهم، "كتاب تاريخ معاصر"، يتخطّى مشكلة عدم الاتفاق المحلّي على كتاب موحّد لتاريخ البلد". وذكّر زكاك بأنّ جوسلين صعب تركت "ذاكرةً خصبة عن تاريخ لبنان المعاصر، من خلال مسيرة طويلة، استطاعت فيها أن تمزج العمل الصحافي بالمقاربة السينمائيّة، في أعمال وثائقية وروائية وتجريبية"، بالإضافة إلى "بحثها عن الأرشيف، ومحاولة المحافظة عليه، واستعماله". وأشار إلى أنها شاهدة "على أحداث تاريخية تخطّت العالم العربي، وتجارب سينمائية تناولت فيها (تابوهات) اجتماعية مختلفة"، كـ"دنيا" (2005)، الذي صوّرته في مصر.