وقال في تصريح صحافي: "وافقنا على تبادل المعلومات لمواجهة التهديدات الإرهابية"، مشيرا إلى أن "المخاوف من الإرهاب تخص الجميع".
وقد أعطت دول الأطلسي والاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر بالتوازي اليوم، الثلاثاء، لمجموعة جديدة من 32 تدبيرا لتعزيز التعاون بينهما، الأمر الذي سيتوسع ليشمل مجالات جديدة مثل التنقل العسكري ومكافحة الإرهاب.
وكما يفسر لـ"العربي الجديد"، الخبير في الشؤون الدفاعية، نيكولا غرو فيرهايد، "وافق حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في مرحلة أولى على استكشاف إمكانيات تبادل المعلومات بانتظام بين أعضاء التكتلين، بما في ذلك ذات الصلة بمواجهة التهديدات الإرهابية"، مشدداً على أنه "لا يزال يتعين التغلب على موقف إقناع تركيا بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الوكالات الأوروبية فرونتكس ويوروبول". وقال ستولتنبرغ إنه "على ثقة بأن الطرفين يسعيان إلى تحقيق مستوى جديد من التعاون في بيئة آمنة تتغير باستمرار. فالتعاون بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي هو أكثر أهمية من أي وقت مضى".
كما أعرب ستولتنبرغ عن كون المنظمتين اللتين تتشاطران 22 دولة عضواً، "تعتبران التعاون كأولوية لتسهيل التنقل العسكري.. قواتنا يجب أن تكون قادرة على التحرك بشكل أسرع وأسهل" بالنسبة لمختلف الدول.
وفي مجال الأمن الإلكتروني، يعتبر الحلف الأطلسي أن هناك إمكانية للمزيد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي. فهي "واحدة من أهم مجالات التعاون حيث حققنا تقدماً مهماً منذ العام الماضي، وقد حان الوقت لاستكشاف المزيد من الخطوات"، كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن الناتو والاتحاد الأوروبي "يتبادلان بشكل آني المعلومات حول الهجمات الإلكترونية والبرمجيات الخبيثة".
ويذكر نيكولا غرو فيرهايد أن" المنظمتين كانتا قد وافقتا بالفعل في أواخر العام الماضي على مجموعة من 42 من التدابير لتعزيز التعاون بينهما في سبعة مجالات محددة، مثل الأمن الإلكتروني والتهديدات المختلطة، والأمن البحري، وتطوير القدرات الدفاعية والشؤون الصناعية والبحثية في مجال الدفاع، وكذلك بشأن التدريبات وتوطيد القدرات الدفاعية للقوات المحلية".
وحتى الآن، ركز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي بشكل خاص على الدفاع الإلكتروني والتعاون البحري وبالأخص التهديدات الهجينة، أي التي تجمع بين الأساليب العسكرية وإجراءات أقل تقليدية مثل المعلومات الخاطئة على الإنترنت.
وسيناقش وزراء خارجية الحلف يوم الخميس دور حلف شمال الأطلسي لتعزيز الاستقرار في البلدان المجاورة من الضفة الجنوبية لحوض المتوسط ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك التدريب والمساعدة في تعزيز القدرات الدفاعية للشركاء مثل العراق والأردن. فعلى الرغم من أن ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي قد فقد أكثر من 95 في المائة من مساحته في كل من العراق وسورية، حذر ستولتنبرغ من أن هذا "لا يعني أن التهديد قد اختفى".
وسوف يناقش الحلفاء تعزيز مساهمة الناتو بعد أن ينهي التحالف العالمي ضد "داعش" العمليات القتالية وينتقل إلى مرحلة تحقيق الاستقرار في العراق. "يسعى الناتو إلى البحث عن دور فعلي في مرحلة ما بعد تنظيم داعش ليعوض على غيابه وعدم لعبه لأي دور فعال في مواجهة التنظيم"، كما يرى نيكولا غرو فيرهايد.
وقد شدد ستولتنبرغ على ضرورة تكيف الحلف الأطلسي وزيادة الإنفاق الدفاعي وزيادة التعاون مع "العديد من الشركاء بما في ذلك الاتحاد الأوروبي" ردا على "عالم أكثر خطورة"، مذكرا بأن المنظمة تساهم في تعزيز أمن دولها والمواطنين منذ سنين.