"الأندبندنت": الأسد يعرض التعاون مع أوباما

17 سبتمبر 2014
تتّهم رسالة لحام السعودية بدعم المعارضة (جوزف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
عرض النظام السوري على الولايات المتحدة التعاون العسكري والاستخباراتي، لمحاربة العدو المشترك، تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ودعا النظام أعضاء الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ، إلى زيارة دمشق لمناقشة "العمل المشترك ضد المتشددين، الذين يهددون واشنطن ودمشق"، بحسب صحيفة "الاندبندنت" البريطانية.

وأشار الكاتب روبرت فيسك، في مقاله بالصحيفة اليوم، إلى أن "هذا العرض سيقابله رفض من قبل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، دون أي حرج من جانبه. فبعد اتخاذ القرار بقصف المتشددين، تلقى أوباما تحذيراً من الرئيس فلاديمير بوتين، من أن أي عمل من هذا القبيل من جانب واحد داخل سورية سيكون عملاً عدوانياً".

ويرى الكاتب أن "على أوباما أن يشرح مرة أخرى سبب عدم استطاعته التعاون مع النظام السوري، رغم أن الأخير يحارب العدو نفسه".

ويقول فيسك إن "الرسالة النصية التي أرسلها، أمس الثلاثاء، رئيس مجلس الشعب السوري، محمد اللحام، إلى رئيس مجلس النواب الأميركي، جون بوينر، دعت أعضاء الكونغرس، الذي سبق له أن أدان الهجمات الكيماوية التي شنها النظام السوري العام الماضي، إلى العمل سويّاً من أجل حماية حياة الأميركيين والسوريين من أعمال داعش وجبهة النصرة وجماعات أخرى".

وأوضح الكاتب، في مقاله، أن "سورية تصرّ على عدم وجود معارضة معتدلة الآن في البلاد، كما أن رسالة اللحام، التي لم تُرسل دون موافقة النظام، تتهم السعودية بأنها تدعم أعداء الأسد وتموّل مدارس تدرّس أيديولوجيا الكراهية والتكفير، وأن الجهاد هو واجب مقدس".

وتضيف الرسالة أن "ما يطلق عليها المعارضة المعتدلة، قامت ببيع الصحافيين الأميركيين، اللذين قطعت داعش رأسيهما، وليس هناك ما يمنع هذه الجماعات المعتدلة من بيع الأسلحة الأميركية للتنظيم. فتسليح الجماعات المتشددة يشكل انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن رقم 2170".

ويضيف فيسك: "في محاولة لتأكيد الكراهية للنظام السعودي، تقول الرسالة إن الإرهابيين هم نتاج الفكر السلفي الوهابي، الذي ترعاه الحكومة في الرياض".

ويرى الكاتب أن "تلك الرسالة تأثرت بالمواطن الأميركي ورجل الأعمال السوري المقرّب من الأسد، خالد محجوب، لأنها تكرر ملاحظته بأن إعادة تعليم عائلات الإرهابيين والمجتمعات المحلية من خلال حب الصوفية هي السبيل الوحيد لإعادة تأهيل أولئك الذين يستخدمون العنف".

ويرى فيسك بأن وكالات الاستخبارات الغربية كانت على اتصال، خلال أشهر عدة، مع عدد من السوريين لتأمين هذا النوع من التعاون في السر، والذي يعرض الآن في العلن، ما يعد،ّ بلا شك، نجاحاً واضحاً.

ويخلص الكاتب إلى أنه "منذ عام تقريباً، كانت الولايات المتحدة تنوي قصف النظام السوري، والآن تريد أن تقضي على جماعة داعش، وستدفع سورية ثمن أي مساعدة تطلبها واشنطن".

المساهمون