منذ إطلاق "مرصد التراث العمراني والمعماري في الدول العربية" عام 2016 الذي أسّسته "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (ألكسو)، يواجه المشروع عقبات عدّة، بدءاً من تخريب ونهب آثار بسبب الحروب والنزاعات في سورية واليمن والعراق وليبيا، وقصور التشريعات المتعلّقة بالحفاظ على المواقع التراثية، وصولاً إلى وضع الخطط لصونها وإدارتها.
لا يمتلك المرصد آليات وإمكانيات مادية لتوفير حماية لموروثنا الحضاري، الأمر الذي يغيب عن اهتمام الحكومات العربية وأولوياتها، إنما يسعى القائمون عليه لسد ثغرة تتصل بغياب قاعدة بيانات موحدة تحصي وتصّنف الأماكن الأثرية، آملين أن تستفيد منها الأجيال القادمة، بحسب بيانهم الصحافي.
تحت عنوان "توثيق التراث العمراني والمعماري ضمان لحمايته وديمومته" يختتم في تونس الملتقى العربي اليوم الأربعاء، والذي افتتح أول أمس بمشاركة مهندسين معماريين متخصّصين في التراث الأثري والتاريخي إلى جانب ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية المهتمّة بهذا المجال، وفي مقدمتها "اليونسكو".
أوضح مدير "الألكسو" سعود هلال الحربي إلى أن "المرصد جزء من إستراتيجية المنظمة للسنوات 2017-2022 للحفاظ على كل ما يتعلّق بالتراث في البلدان العربية"، مشيراً إلى "العمل على وضع السياسات اللازمة للوصول إلى تراثها وحمايته من الاندثار والدمار"، وكذلك إلى "تفعيل قوانين لذلك سواء على مستوى الدول أو والتنسيق والمؤسسات والهيئًات المختصة في هذا المجال".
يبحث الملتقى عدداً من المحاور؛ من بينها: دور التوعية والإعلام في توثيق التراث العمراني والمعماري، وآليات جرد وتوثيق التراث المعماري والعمراني، وتوثيق الحرف المتصلة بالعمارة التقليدية، ودور المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية في دعم عمل المرصد العمراني والمعماري.
لم تختلف بنود الاجتماع الحالي عن سابقه الذي عقد العام الماضي في تونس، فلا تزال مسألة توثيق المواقع والمباني التاريخية، خاصة في البلدان التي تشهد نزاعات داخلية، مجرّد دعوة لم تجد تنفيذاً عملياً لها في الواقع، لكن يبدو أن هؤلاء المشاركين لم يضمّنوا على جدول الأعمال كما في الاجتماعات بنداً يشير إلى تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلّة وما تتعرّض له يومياً من انتهاكات وعمليات تهويد لهويتها العربية الاسلامية.