شرعت مراكز تدريب الدفاع المدني السوري في ريف إدلب شمال سورية أخيراً، بإقامة دورات لتخريج عشرات المتطوعين الجدد والقدامى. وتلقى على كاهل فرقه عبء تخفيف آثار قصف النظام السوري وحلفائه مناطق المعارضة، من إنقاذ المصابين وإخراج العالقين تحت الأنقاض، وإطفاء الحرائق وغيرها من المهمات الصعبة.
وتمكنت هذه المراكز من تأهيل نحو 100 شخص، حتى الآن، كما يجري حالياً تأهيل 25 عاملاً ومتطوعاً من حلب وإدلب، في تدريبات عملية تمكنهم من التصدي للمهام المنوطة بهم فور بدء عملهم في مراكز الدفاع المدني بدأت الأسبوع الماضي، بحسب رئيس "مركز الدفاع المدني 003" للتدريب والتأهيل في إدلب، عبد الكافي كيالي.
أوضح كيالي، أن الدورة تختص في مهمات البحث والإنقاذ السريع، وخطط الإخلاء، والإسعاف الأولي، والعثور على المصابين تحت الأنقاض، استجابة لما نعيشه الآن من كوارث في الداخل السوري، كما يتضمن التدريب استخدام أجهزة جديدة وصلت من عدة داعمين (لم يذكرهم) منها ما هو خاص بالبحث الواسع والإطفاء.
وأضاف الكيالي أن "هذه الدورات التي بدأت، قبل شهرين، هي الأولى من نوعها ولاقت نجاحاً كبيراً"، لافتاً إلى أنهم "استطاعوا نقل الخبرات التي اكتسبها مَن تدربوا خارج سورية إلى رفاقهم في الداخل، وأصبح الأمر أكثر سهولة، كون المتدربين والمدربين يتحدثون نفس اللغة".
من جانبه، قال العضو في الكادر التدريبي بالمركز أحمد الصويلح، إن "الدورة تشمل دروساً على عمليات البحث والإنقاذ والإسعاف والإطفاء مع تطبيقات عملية".
وأشار إلى أن "الدورة التي بدأت، قبل أسبوع، وتستمر لثلاثة أيام أخرى تؤهل المتدربين للقيام بواجبهم على أكمل وجه".
أحمد حبلوصي، أحد المتطوعين المتدربين في المركز، أوضح أن الدورة تكسبهم الخبرات والمعلومات التي تمكنهم من تنفيذ عمليات الإنقاذ بشكل سليم ومهني على أرض الواقع.
وأضاف: "تعلمنا في هذه الدورة كيفية الإنقاذ السريع، وعمليات الإطفاء، والإسعاف، وكيفية إخراج الجرحى من تحت الأنقاض ومن الحفر، واستفدنا كثيراً، خاصة أن مناطقنا تتعرض للقصف بشكل كبير ويومي".
يشار إلى أن فرق الدفاع المدني، والتي وصل عدد المنضمين إليها، اليوم، إلى ما يقارب 3 آلاف شخص إجمالاً، بدأت بالظهور مع بدء استهداف النظام للأحياء المدنية بشكل مكثف مطلع عام 2012، ثم انتظمت تلك الفرق ضمن هيئة موحدة في مارس/ آذار 2013، والتي يعمل تحت رايتها حالياً 104 مراكز موزعة في 8 محافظات سورية يتم التنسيق بينها بشكل مباشر.
وتعالت أصوات ناشطين سوريين وأجانب داخل وخارج سورية في الآونة الأخيرة لمنح هيئة الدفاع المدني السورية جائزة نوبل للسلام لهذا العام.