ويوفر مهرجان جرش لزواره عادة، باقة من الفعاليات الفكلورية التي تصاحب حفلات نجوم الغناء، حيث تخصص إدارة المهرجان منطقة شاعر الأعمدة الذي يربط مسارح المدينة الأثرية الخمسة، لعرض المنتوجات والمشغولات اليدوية والأواني الفلكلورية والتراثية للزوار، حيث تُتيح البسط والأركان الثابتة للزوار ابتياع الأواني الفخارية ومشتقات الطعام المحضّر منزلياً.
وتلفت "الرحى" بدورانها النظر إليها، لتطحن على مرأى من الزوار شتى أنواع الحبوب والبهارات من السماق والقمح والفريكة والبرغل، بمهارة تنافس الحداثة وتقنية الآلات الكهربائية، وتقدم للزائر خلطة من البهارات والحبوب، في الوقت الذي تعلو البهجة فيه وجوههم، ويتخلل ذلك حوار يعود بالذاكرة نحو ماضي مدينة جرش وتراثها ومطاحنها البازلتية التي لم يمضِ على اندثارها سوى عقود من الزمن، بين "طاحن الرحى" ومن يرغب باقتناء مستخلصاتها.
يقول صاحب الرحى رشيد بني مصطفى، إنه يهتم بإنتاج الأغذية الطبيعية البلدية الخالية من أية إضافات أو أصباغ عضوية قد تضر بالصحة، راغباً باستخدام الطواحين أو الرحايا لإعداد منتجاته، بهدف إضفاء النكهة التراثية الأصيلة على منتجاته من الحبوب والبهارات، التي يعدها ضمن مزيج من الخلطات التي تعطي نكهة وجمالية الصناعة اليدوية، بتكاليف قليلة مقابل ريع يؤمّن مصدر دخل جيد لأسرته.
ويقول بني مصطفى إن 25 عاماً من العمل في هذا المجال، أكسبه خبرات ومعرفة واسعة في إعداد الخلطات من البهارات والأغذية الطبيعية وطرق إعدادها، لافتاً إلى أن الطواحين تعد الآن تحفاً نادرة يصعب إيجادها، غير أنه امتلك بعضاً منها بعد توارثها بين الأهل والأقارب.
ويضيف بني مصطفى أن المهرجان يعد موسماً ومصدر رزق للكثير من أبناء مدينة جرش الذين ينتظرونه، غير أن تراجع الإقبال على الأجنحة الفنية والتراثية خيّب آمال الكثيرين الذين يتوقعون من مهرجان يقام في منطقتهم الشيء الكثير، ويعزو بني مصطفى التراجع إلى بُعد المكان الذي توفره لهم إدارة المهرجان عن حركة زوار المسرح الجنوبي، مطالباً بأن يخصص لأبناء جرش مكان أكثر ملائمة، على مرأى من أعين رواد المسرح الجنوبي الذي يعد الجاذب الرئيسي للزوار.
اقرأ أيضاً: "دُّقة غزة".. للمحاصرين طعام وللمغتربين زاد