ويضيف في حديثه لـ "العربي الجديد" بأنه "تعامل ضمن تقنية تعتبر المشهد وحدة جمالية مستقلّة ومختلفة عن باقي مكوّنات العرض؛ وأنه يحمل جزءاً من الحكاية في تناغم شديد مع الإيقاع والتسارع في منح المتلقي المزيد من التشويق والتحفيز لمتابعة العرض الى نهايته، ما يجعل منه جديداً على مستوى الشكل ونقل المضمون".
العمل، الذي تؤديه "فرقة مسرح المدينة الصغيرة"، يعرض ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من "المهرجان الوطني للمسرح" في مدينة تطوان المغربية التي انطلقت من 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، وتتواصل حتى 7 كانون الأول/ ديسمبر، حيث تشارك "الرحيق الأخير" ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وسبق أن قدّمت المسرحية في أكثر من مدينة مغربية.
يتكئ العرض، وفقاً للمخرج، على نص درامي للكاتب المسرحي أحمد السبياع، وهو يتحوّل على الخشبة إلى فرجة مفتوحة مع الجمهور وقريبة منه بلا حدود، إذ تصبح قاعة العرض امتداداً للخشبة نفسها في مشاهد عديدة.
أعدّ سينوغرافيا المسرحية "الرحيق الأخير" ياسين الزاوي، كما صمّم الأزياء طارق ربح، وشارك في التمثيل كل من: محمد بوغلاد ورباب الخشيبي ودلال البرنوصي وعبد المجيد العمراني ومصطفى حوشين ويوسف الزياخ ومنصف القباري وعقبة ريان ومخلص بودشار ومحمد عسو وبادي الرياحي.
بالنسبة إلى فريق العمل الشاب، يلفت أحجام إلى أن هناك انعطافة جديدة داخل جسد المسرح المغربي، يحملها جيل جديد من المسرحيين المغاربة، إذ "يبدو أن من أخذ على عاتقه تطوير المسرح المغربي جمالياً وفكرياً هم خريجو "المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي"، الذين يحاولون خلق مدارس معاصرة وحديثة في إحداث التصورات الإخراجية..".
كما يشير إلى أنّه "رغم انحسار المسرح كصناعة ثقافية تحتاج دائماً الى متلقّي وسوق لاقتناء العروض وإنتاجها وترويجها، مؤكّداً على أن "هناك حاجة أكثر لمعاهد مسرحية أكاديمية في مختلف المناطق والمدن المغربية فيها كل التخصّصات المسرحية الفنية التي تُساهم في تشكيل العرض المسرحي بدل الاقتصار فقط على تخصص الإخراج المسرحي".
يُذكر أنّ مشروع التوطين الذي تعمل عليه "فرقة مسرح المدينة الصغيرة" يهدف إلى "إخراج المسرح المغربي من العزلة التي صار يعاني منها السنوات الأخيرة"، بحسب تصريحات الفرقة، وهو ويتضمّن إنتاج أعمال مسرحية، وتنظيم دورات وندوات الى جانب نشر كتب مسرحية.