"الشارقة القرائي": صورة الطفل في أدبه

27 ابريل 2017
هاني زعرب/ فلسطين
+ الخط -

المختلف في "مهرجان الشارقة القرائي" الذي يخصّصه المنظمّون لأدب الطفل، أنه لا ينظر إلى مسألة القراءة لدى الطفل كفعل تربوي أو نشاط اجتماعي أو ترفيهي، فبمراجعة برنامج المهرجان الذي يتواصل حتى 29 من الشهر الجاري، يمكن تبيّن أنه يسعى إلى التفكير في القراءة لدى الطفل كـ فعل ثقافي، حيث أن هذا الطفل هو قارئ المستقبل، كما لو أن التظاهرة حالة من الاستثمار المعرفي في المستقبل.

يطرح المهرجان أسئلة محورية تتعلّق بمستقبل فعل القراءة نفسه، من ذلك الندوة التي تنعقد عند السادسة من مساء الغد وعنوانها "لغة ومرئيات"، وتحلّل الصراع القوي اليوم بين الفصحى والدارجة في أعمال الطفل الدرامية التي بدأت تتجّه بقوّة إلى العامية؛ إلى أين يقود هذا التوجه وما هو مصير العلاقة مع اللغة، حيث أن كرتون الأطفال أو الرسوم المتحركة هي واحدة من أهم مصادر تلقّي اللغة.

في "المقهى الثقافي" يجري عند السابعة من مساء اليوم نقاش حول الفرق بين قراءة الكتاب والقراءة الرقمية وتأثيرها على فعل المطالعة. كما تنعقد اليوم أيضاً في الوقت نفسه، محاضرة أخرى حول خيار الشخصية المحورية وتلك الثانوية عند الكتابة للطفل، والكيفية التي يجري بها اختيار الشخصيات في أدب الطفل والفرق بينها وبين نظيرتها في أدب الكبار.

من المحاضرات الأخرى التي تركّز عليها محاور المهرجان غداً؛ العلاقة بين تطوير فعل الكتابة نفسه بهدف تطوير فعل القراءة والتفكير، وتحويل كتاب الطفل من كتاب تلقيني سردي إلى كتاب تفاعلي. إلى جانب ندوة حول كيفية رواية حكاية شفهياً، ومحاضرة متخصّصة في الأساليب الممكنة لتطوير اللغة عند الطفل من خلال الأدب، وأخرى حول صورة الطفل في أدبه، وكيف يتمثّلها الكاتب.

في اليوم الأخير، تتواصل أعمال "الشارقة القرائي" بفعاليات مختلفة، حيث تنعقد ورشة عمل بعنوان "أرى ما أريد"، وتتناول كيفية كتابة وتطوير قصة وجعل القارئ "يرى" ما يريد الطفل إيصاله. فيما تتطرّق فعالية أخرى إلى العمل على تطوير أدب رحلات للطفل. كما يجري توقيع إصدارات جديدة عربية ومترجمة للأطفال، بمشاركة كتّاب من الأردن ومصر وسورية ولبنان وسلوفينيا والمكسيك وألمانيا وأميركا وبريطانيا وغيرها.

المساهمون