على بعد 13 كيلومتراً من مركز مدينة الموصل، تتواصل التحشيدات العسكرية من كل الأطراف والجهات، بما فيها الأميركية والفرنسية، استعداداً لإعلان ساعة الصفر وبدء الهجوم البري.
ووسط ذلك، يمكن ملاحظة سحب الدخان المتصاعدة من وسط مدينة الموصل جرّاء القصف الجوي الأميركي المتواصل على المدينة، دون التأكد ما إذا خلف ضحايا من المدنيين كالعادة أو من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وبينما يستمر أفراد من القوات الكردية (البشمركة) بحفر الخنادق وتجهيز الدبابات والمدافع في المحورين الشمالي والشرقي، يستمر توافد وحدات الجيش العراقي والمليشيات على المحور الجنوبي بلا انقطاع.
وفي هذا السياق، يؤكد الضابط في قوات "البشمركة" ومدير عمليات محور بعشيقة، اللواء نور الدين حسين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاستعدادات جارية حالياً لتحرير معركة الموصل، والقوات جاهزة وبانتظار ساعة الصفر من القيادة العليا بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي".
ويوضح أنّ "المعركة قريبة، ويجري التنسيق مع قوات الجيش العراقي، إذ تم وضع الخطط بمشاركة فعلية من قبل الجانبين"، لافتاً إلى "وجود مراكز تنسيق في أربيل وكافة محاور المعركة التي سيخوضها الجيش الاتحادي".
كما يشير المسؤول العسكري إلى أنّه "لا يمكن إنكار جهود التحالف الدولي في مساعدته لنا للقضاء على تنظيم داعش"، مضيفاً أنّ "التحالف أكّد جهوزيته التامة للمعركة، ومشكور على ذلك".
وكان تنظيم "داعش"، قد شنّ خلال اليومين الماضيين، سلسلة غارات مباغتة على وحدات وقطعات الجيش والمليشيات والبشمركة المتجحفلة حول المدينة، تمكّن خلالها إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها، وفقاً لضابط عراقي.
وتتطلب التحشيدات العسكرية التي تحيط بالموصل، حتى الآن، استعادة السيطرة على البلدات والقرى المحيطة بالمدينة؛ وهي كثيرة وقد يتطلب فترة طويلة لاستعادتها، قبل التفكير بالبدء بما بات يعرف المرحلة الثانية من خطة استعادة الموصل.
وفي حين يرشق التنظيم القوات التي تحشد، بين الحين والآخر بقذائف المورتر وصواريخ الكاتيوشا، يقول أحد أفراد الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد" "إنّ هذا أكثر ما يخيفنا. قبل أيام سقطت قذيفة هاون على خيمة للجنود في قرية خرائب جبر (جنوبي الموصل)، ولم يخرج أحد حيّاً"، معتبراً أنّ "المعركة لن تكون سهلة والخسائر ستكون مرتفعة، لكنه شر لا بد منه".