"العربي الجديد" يرصد وتيرة عودة أهالي عفرين إلى المدينة

عفرين

جلال بكور

avata
جلال بكور
عفرين

جلال التلاوي

avata
جلال التلاوي
22 مارس 2018
CBEA6E4B-300B-4D48-96AE-F6DA59C848A1
+ الخط -

تشهد قرى وبلدات محيط عفرين، شمال غربي سورية، عودة للأهالي بعد نزوحهم منها إثر العمليات العسكرية التي قام بها الجيشان "السوري الحر" والتركي ضد مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي".

كاميرا "العربي الجديد" رصدت المدنيين في قرية خليلاك أوشاغاي التي سيطر عليها "الجيش السوري الحر" في إطار عملية "غصن الزيتون" والتقت العديد من المدنيين الذين عادوا إلى القرية.

وتبدو قرية خليلاك أوشاغاي وكأنها لم تشهد أي معارك، بعض الرصاصات تجدها في جدران منازل القرية لكن لا تشاهد دماراً هناك، وهو ما يرجح انسحاب المليشيات منها قبل دخول "الجيش الحر" أو قيام الأخير بعملية نوعية في طريقة السيطرة على القرية.

وعن هذا، أوضح القائد الميداني في الفيلق الأول التابع لـ"الجيش السوري الحر"، أبو عبدو الأنصار، أنّ "معظم الدمار الذي حصل في القرى نتج عن الألغام التي زرعتها المليشيات الكردية".



وتابع: "في النهاية هذه حرب، لا بد أن تقع خسائر إن كانت مادية أو بشرية، نحن نسعى إلى تأمين المدنيين والأهالي وأدعوهم إلى العودة، نعمل مع الجيش التركي على تأمين كل احتياجاتهم".

وقال إن "الخسائر هنا لا يمكن مقارنتها بالخسائر التي وقعت في مناطق أخرى خاصة في الحرب ضد داعش في الرقة ودير الزور أو الخسائر التي منيت بها المناطق التي هاجمها النظام السوري، البنى التحتية لم تدمر هنا، تم أخذ كامل الاحتياطات لحفظ حياة المدنيين قبل دخول أي قرية أو بلدة".

ولم ينكر مصدر من "الجيش السوري الحر"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، وقوع "تجاوزات وانتهاكات من قبل بعض عناصر "الجيش السوري الحر" منها بدافع الانتقام ومنها نتيجة لعدم الانضباط وعدم الخبرة"، مشدداً على ضرورة "اتخاذ الإجراءات لمنع حدوث مثل تلك الانتهاكات ومعاقبة كل من تسول له نفسه الإساءة للأهالي في عفرين ومحيطها".

وأشار المصدر إلى أن "عناصر الجيش الحر قاموا بمشاركة الأهالي في القرية بطعام وشراب كنوع من الاعتذار عن أي خطأ بدر من تلك العناصر وعربونا عن المودة"، لافتاً إلى أن "المنظمات التركية والدولية تقوم بتلبية حاجات المدنيين".

إلى ذلك، تحدث المواطن لقمان محمد المحمد، والذي عاد إلى القرية بعد نزوحه إلى مناطق سيطرة "الجيش السوري الحر" في شمال حلب، عن معاملة جيدة من قبل "الجيش الحر"، مؤكداً أن "أحداً لم يعاملهم بسوء".

وقال لقمان لـ"العربي الجديد"، "نزحت إلى مناطق الجيش الحر، لأن النظام يقوم باعتقال الشباب من أجل التجنيد الإجباري"، مبيناً أن هذه السياسة نفسها التي تعاملت بها مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي" مع المدنيين في عفرين سابقا".

وأكّد أنّ مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي" بثت إشاعات لتخويف المدنيين من الجيش الحر والجيش التركي، مشيراً إلى أنه "عندما عاد إلى قريته وجد منزله ومنازل أقربائه كما تركوها"، داعياً جميع الأهالي إلى العودة لمنازلهم.

بدوره، قال أحد أهالي القرية، يدعى أحمد عبد القادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "سوء الأوضاع في حلب دفعه للهجرة إلى قرية خليلاك في ريف عفرين، وبعد سنوات بدأت الأحزاب الكردية بإحداث المشاكل للناس".

وأكد أنّ "الجيش الحر لم يسئ لأحد، وأنا أقول لهم إن من كان مسيئاً فيجب محاسبته من الطرفين، كان هناك عناصر من الوحدات الكردية لا تتجاوز أعمارهم أربعة عشر عاماً قمت بطردهم من القرية قبل الاشتباك مع الجيش الحر"، لافتاً إلى أن "الجيش الحر يلبي الحاجات إذا طلب منه ذلك".


من جانبه، قال المواطن محمود الكردي لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر من الجيش الحر أساؤوا معاملة بعض المدنيين عندما علموا أنهم أقارب عناصر من مليشيات وحدات الحماية، لكن تمت معاقبتهم من قبل قياديي الجيش الحر وفصل بعضهم".

وقال أيضاً إن من بين أقاربه "من جُنّد إجباريّاً ضمن تلك المليشيات وهم صغار في السن، والمليشيات كانت تسجن الأهالي الذين يعترضون على تجنيد أبنائهم"، متمنياً أن "تكون الأمور أكثر طمأنينة مع الجيش الحر".



وسيطر "الجيش السوري الحر"، الأحد الماضي، على كامل مدينة عفرين ونواحيها شمال غرب سورية بعد معارك دامت قرابة شهرين، وشهدت انتقادات ارتفعت حدتها بعد تسريب صور لعناصر من "الجيش السوري الحر" يقومون بسرقة ممتلكات المدنيين في عفرين.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.