ارتفع عدد الضحايا المدنيين، الذين يسقطون جراء القصف الجوي لطيران "التحالف الدولي" والحكومي العراقي، فضلاً عن الصاروخي لمليشيات "الحشد الشعبي" الذي ينفّذ على مدن شمال وغرب العراق، الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ووفقاً لتقارير مستشفيات ميدانية في محافظات الأنبار، وديالى، وصلاح الدين، وكركوك، ونينوى، وحزام بغداد الشمالي والغربي والجنوبي، فإنّ ما لا يقل عن 140 مدنياً من بينهم نحو 80 طفلاً وامرأة، قتلوا جراء القصف الجوي والصاروخي.
كما أصيب أكثر من 200 آخرين منذ الثالث عشر من يوليو/تموز الماضي، ولغاية الثاني والعشرين من الشهر الحالي في تلك المناطق. كذلك، قتل الجيش والمليشيات أكثر من 70 مدنياً بذريعة أنهم عناصر منتمية لـ"داعش".
وبحسب شهادات ميدانية، وثّقها "العربي الجديد"، من أطباء ومواطنين في تلك المدن، فإنّ الطيران العراقي الحربي، حصد أرواح السكان المحليين بسبب القصف العشوائي، وعدم تفريقه بين الأهداف المدنية والعسكرية، واستهداف الأسواق والمجمّعات التجارية والمستشفيات والمراكز الصحية.
في الثالث من الشهر الحالي، قصفت طائرة عراقية، من طراز "سيخوي"، حي الزنجيلي في مدينة الموصل، وقتلت عائلتين في منزل واحد، فيما قصفت طائرات عراقية أخرى، في السادس من الشهر الجاري، سوق المعاش في القيارة جنوب الموصل، وقتلت ستة مدنيين.
كذلك، قصف الطيران الأميركي عيادة طبية في مدينة القائم، أقصى غرب العراق، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
وفي بلدة البغدادي، شنت مليشيات "حزب الله" قصفاً على المدينة، أدى إلى مقتل ستة عشر مدنياً.
ولا تعترف وزارة الصحة العراقية أو السلطات العسكرية بتلك التقارير، وتعتبر المستشفيات التي تصدرها غير معترف بها، كما تقطع مرتبات الأطباء الذين ما زالوا يعملون فيها.
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت، في وقت سابق، القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" بارتكاب انتهاكات وصفتها بـ"الفظيعة".
وبحسب تقارير استخبارية عراقية، حصل عليه "العربي الجديد"، عبر مسؤول عسكري رفيع، فإن عددا كبيرا من البيانات الحكومية الصادرة عن وزارة الدفاع العراقية أو خلية الإعلام الحربي ومليشيا "الحشد الشعبي"، بشأن مقتل عناصر من "داعش" جراء الضربات الجوية التي تنفذها، غير دقيقة.
ووفق التقارير، فإن "غالبية من يسقطون ضحية هذه الضربات مدنيون، أكثر من نصفهم نساء وأطفال".