تواصل القوات التركية عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية بعمق يصل إلى نحو 40 كم ضمن إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، منذ نحو 80 يوما، إذ أعلنت وزارة الدفاع التركية عن إطلاق عملية "مخلب النمر"، في السابع عشر من حزيران الماضي، بواسطة قوات برية خاصة تستهدف معاقل حزب "العمال الكردستاني" التقليدية داخل العراق، والذي ينفذ من خلالها اعتداءات داخل الأراضي التركية.
وتتركز العمليات البرية التركية في مناطق حفتانين وأطراف سوران وبلدة سيدكان ومنطقة برادوست والزاب، شمال وشرق دهوك، بينما امتد القصف الجوي التركي إلى سنجار ومخمور وزمار والعمادية وكاني ماسي، على الحدود مع السليمانية، ما خلف خسائر كبيرة في صفوف مسلحي الحزب.
وقال مسؤولان في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، إن قصفا مدفعيا وجويا نفذته القوات التركية مساء أمس الثلاثاء وفجر الأربعاء، أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف "العمال الكردستاني"، ضمن منطقة سوران شمالي أربيل المتاخمة للحدود العراقية التركية.
وقال أحد المسؤولين في أربيل، لـ"العربي الجديد"، إن القصف التركي مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء "أوقع خسائر بشرية ومادية في مواقع تتبع مسلحي حزب العمال الكردستاني على أطراف قضاء سوران 70 كم شمال أربيل"، مبينا أن القصف استهدف مواقع في مناطق خالية من السكان.
فيما كشف مسؤول أمني آخر عن "مقتل سبعة من مسلحي حزب العمال على الأقل وتدمير مستودع ضخم للسلاح والذخيرة يقع في قرية بربزين التابعة لناحية سيدكان في قضاء سوران شمالي أربيل جراء القصف التركي، واستمرت التفجيرات داخل المستودع وقتا بفعل انفلاق الذخيرة الموجودة فيه".
ولفت المسؤول الأمني إلى أن القرية خالية من السكان، حيث هجرها أهلها منذ مدة بفعل وجود مسلحي حزب العمال فيها، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أن مسلحي حزب العمال الكردستاني منعوا منذ أيام المدنيين من الاقتراب من مواقعهم أو الرعي في مناطق وجودهم حيث يتهمون السكان بالتعاون مع القوات التركية ضدهم، كاشفا عن اعتقال مسلحي الحزب عدداً من المواطنين العراقيين الكرد بمزاعم التجسس".
في السياق ذاته، قالت مصادر محلية في محافظة دهوك إن حزب العمال الكردستاني نعى أحد أعضائه البارزين حيث قتل بقصف تركي استهدف أحد معاقلهم بمنطقة برادوست الحدودية مع تركيا.
حزب العمال الكردستاني نعى أحد أعضائه البارزين حيث قتل بقصف تركي
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن سميح كابلان العضو البارز بالحزب قضى مع عدد من عناصر الحزب بعملية تركية نفذتها طائرات تركية في وقت سابق من هذا الشهر، وأقر الحزب بمنشور داخلي في مناطق سيطرته شرقي دهوك بمصرعه.
ويعد كابلان ثاني الشخصيات البارزة التي تقتل في الحزب بعد مقتل القائد الميداني لمسلحي "حزب العمال الكردستاني"، في منطقة خواركوك والزاب المدعو عكيد جرزان.
العودة للتحصن داخل جبال قنديل
وحول مجريات العملية التركية الحالية، قال الخبير بالشأن السياسي والأمني الكردي أيمن عقراوي لـ"العربي الجديد"، إن الأتراك يقودون حرب استنزاف ناجحة ضد الحزب وتمكنوا من فرض خطتهم على مساحات واسعة حدودية داخل العراق.
وأضاف عقراوي أنّ تَشكّل المنطقة الحدودية العازلة بدا أوضح من أي وقت مضى بالتزامن مع استمرار خسائر الحزب، لذا من المرجح أن يرضخ الحزب ويطلب التفاوض على غرار مرات سابقة، أو يذهب لخيار التراجع أكثر إلى داخل معاقله التقليدية في سلسلة جبال قنديل بشكل يضعف به تأثيره على تركيا، التي ستكون قد أحكمت سيطرتها على الحدود بشكل أفضل.
وبيّن أن الحزب يعاني أصلا من ضعف في كسب العناصر الجديدة، وهو شيء جديد يطرأ عليه، وقد يكون سبب ذلك تصرفاته مع السكان المحليين خاصة في العراق وداخل تركيا أيضا ضمن المناطق ذات الأكثرية الكردية.
في غضون ذلك، قالت وكالة "شفق نيوز"، العراقية المحلية، إن طائرات تركية مقاتلة قصفت، أمس الثلاثاء، مناطق جبلية بمحافظة دهوك بإقليم كردستان. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن القصف طاول جبل كورزار بناحية شيلادزي وجبل لينك بناحية ديرلوك بقضاء العمادية شمالي محافظة دهوك.
وأضاف الشهود أن القصف ألحق أضراراً مادية بمزارع المواطنين.