أسدل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" الستار على حالة الشد والجذب بينه وبين المغرب بسبب موعد إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية التي كانت مقررة بالمغرب مطلع العام المقبل 2015 وطلبت الدولة المضيفة تأجيلها بسبب وباء "الإيبولا".
وجاءت قرارات المكتب التنفيذي للكاف حاسمة بعد اجتماع أعضائه أمس لمدة 6 ساعات بمقر الاتحاد الأفريقي بالسادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة المصرية بعد أنّ سحب بشكل نهائي تنظيم البطولة من المغرب بعد أنّ اعتبر أعضاؤه أن طلب المغرب تأجيل البطولة جاء ليمثل محاولة للاعتذار عن تنظيمها دون توقيع عقوبات بالرغم من أن "الكاف" سبق له الموافقة على تأجيل نسخة البطولة عام 2004 التي أقيمت بتونس بناء على طلب الاتحاد التونسي بسبب تزامن موعد البطولة في يناير/كانون الثاني مع شهر رمضان وقتها.
وكان القرار الثاني لـ "الكاف" أشد وطأة على المغاربة وتمثل في استبعاد المنتخب المغربي من المشاركة في الحدث الأعرق والأشهر في القارة السوداء وجاء هذا القرار لعدم مشاركة الفريق المغربي في التصفيات المقامة حالياً ليكرر الكاف ما حدث مع كينيا عام 1996 عندما سحب منها تنظيم البطولة ونقلها أمع استبعاد المنتخب الكيني من البطولة.
وأكد بعض المغاربة العاملين بالاتحاد الأفريقي أن منتخب بلادهم غير محظوظ بشكل عام في أمم أفريقيا وأفضل انجازاته تمثلت في الفوز بالبطولة عام 1976 والوصول لنهائي نسخة 2004 بتونس وخسارة اللقب أمام أصحاب الأرض.
ومن المقرر أن يقوم "الكاف" بمراجعة كافة العقود التسويقية بينه وبين الاتحاد المغربي في إطار سعي رئيسه عيسى حياتو لمعاقبة المغاربة على هذا الموقف لذلك من المتوقع أن يستمر الاتحاد الأفريقي في اتخاذ إجراءات عقابية إضافية ضد المغرب.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد ليشمل إعلان أعضاء المكتب التنفيذي من خلال منشور باللغة الفرنسية عن دراسة ملف خمس دول لاختيار أفضل هذه الملفات وإسناد مهمة تنظيم البطولة للدولة المتقدمة به وبالرغم من أن المنشور الفرنسي تضمن إيضاحاً بالإعلان عن هذه الملفات خلال الــ 72 ساعة المقبلة وإجراء قرعة لاختيار الدولة المنظمة لأمم إفريقيا في نسختها الجديدة.
وأصبح من المؤكد أن من بين هذه الدول المتقدمة السودان التي يشكو اتحادها من اضطهاد الاتحاد الأفريقي لبلاده التي لم تنظم البطولة منذ عام 1970 وكذلك تردد بقوة اسم الجزائر التي استقبلت الكأس القارية مرّة واحدة عام 1990 بجانب وجود رغبة سنغالية في احتضان الحدث القاري الذي أضاء سماء داكار عام 1992وانتزع لقبه منتخب كوت ديفوار.
والغريب أنّ أعضاء المكتب التنفيذي للكاف رفضوا تماماً التحدث بعد انتهاء اجتماعهم المطول واستقل كل منهم سيارته وانطلق مسرعاً قبل أن تحاصره أسئلة واستفسارات الإعلاميين مختلفي الجنسيات الذين تجمعوا حول مقر الاتحاد الأفريقي على أمل إقامة مؤتمر صحافي.