ارتفعت أجور النقل في معظم محطات الحافلات، والقطارات في جميع أنحاء جوهانسبرغ، أكبر مدن جنوب أفريقيا، حيث يسارع الكثير من الأشخاص، من بينهم العمال المهاجرون، لحجز تذاكر عودة إلى بلدانهم لقضاء عطلة عيد الميلاد المقبلة.
"نطلب في الوقت الراهن أجرة 800 راند (80 دولاراً أميركياً) من جوهانسبرغ إلى هراري (عاصمة زيمبابوي)".. هكذا استهل حديثه من محطة "نيو تاون" للحافلات بجوهانسبرغ، إدي ريكس، وهو سائق يعمل في شركة "فادزيري" للحافلات.
وأقر بأنه "قبل الأعياد، كانت الأجرة المعتادة 400 راند (40 دولاراً)"، مشيراً إلى أن الأعمال ازدهرت خلال الأسبوع الماضي، مع عودة الآلاف من مواطني زيمبابوي المقيمين في جنوب أفريقيا إلى بلدهم.
ومضى قائلاً من وراء عجلة قيادة الحافلة قبل أن يستعد للانطلاق: "قبل بدء موسم العطلات، كانت حافلتان فقط من كل شركة تنقلان الركاب من محطتنا إلى هراري، ولكن في الوقت الراهن ترسل كل شركة حوالي خمس حافلات يومياً".
وهناك عدد كبير من العمال المهاجرين في جوهانسبرغ، أكبر مدن جنوب أفريقيا، الذين يسافرون عائدين إلى بلدانهم خلال موسم عطلة عيد الميلاد.
واحدة من هؤلاء المهاجرين، سيباندا بليسينغ، التي كانت مسافرة إلى بيت بريدغ، وهي مدينة على الحدود بين جنوب أفريقيا وزيمبابوي، قالت، قبل أن تستقل الحافلة: "أخصص أموالاً من ميزانيتي دائماً، لكي أستعد لهذا الارتفاع الموسمي في الأسعار، لأنه ينبغي علي السفر والتمتع بقضاء العطلة مع عائلتي".
بدوره قال، نتاتي موليستاني، وهو جنوب أفريقي في منتصف العمر، من سكان جوهانسبرغ، كان يودع زوجته التي تغادر موقف ليسوتو للحافلات الصغيرة: "دفعت 280 راند (28 دولاراً)، لزوجتي لكي تعود إلى ديارها في ليسوتو".
وأضاف: "اعتدنا دفع 180 راند (18 دولاراً) مقابل الرحلة نفسها قبل أسبوع واحد فقط"
وفي غضون ذلك، تمت زيادة الأسعار أيضاً للخطوط الداخلية، "حيث زادت الأسعار على بعض الطرق بنحو 6% إلى 10%"، بحسب بافانا ماغاغولا، وهو المتحدث باسم مجلس تاكسي جنوب أفريقيا الوطني، أكبر هيئة لحافلات الأجرة الصغيرة في البلاد.
غير أنه، رغم ذلك، لم يستطع أن يحدد بدقة هذه الطرق التي شهدت ارتفاعاً في الأسعار، أو كم كانت هذه الأسعار في السابق.
ورفعت بعض شركات الحافلات من 250 راند (25 دولاراً) إلى 350 راند (35 دولاراً) نظير الرحلة من وإلى دربان الساحلية، بينما تتراوح أجرة الرحلة إلى العاصمة "كيب تاون" بين 800 و1000 راند (من 80 إلى 100 دولار) بعد أن كان السعر المعتاد حوالي 700 راند (70 دولاراً).
وبينما يقف المسافرون في طوابير طويلة، انتظاراً لحجز تذاكر أو ركوب الحافلات في محطة جوهانسبرغ، كثف أفراد الأمن دورياتهم في المنطقة لضمان الأمن.
وتراجعت حركة المرور في جوهانسبرغ، التي عادة ما تكون مزدحمة أيضاً، حيث سافر معظم سائقي السيارات إلى خارج المدينة لقضاء عطلة أعياد الميلاد، وكثفت السلطات دوريات الشرطة في معظم أنحاء المدينة لضمان أن لا يستغل المجرمون العطلات لسرقة السكان.