تستضيف بلدان المغرب العربي فعاليات عدّة متخصّصة في الأغنية الأندلسية التي بدات تتكرّس بوسفها ممارسة وفن منذ القرن السادس عشر، مع خروج العرب من إسبانيا وانتقال العديد من أصحاب المدارس الموسيقية إلى المدن المغاربية، لتستقر لاحقاً كجزء أساسي من التراث.
في الجزائر لوحدها أكثر من تظاهرة بحسب اختلاف الأثر الأندلسي من مدينة لأخرى، لكن أبزرها يتمثّل في "المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة"، الذي انطلقت فعاليات دورته الثانية عشر مساء أمس في "أوبرا بوعلام بسايح" في العاصمة، وتتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
يتميّز المهرجان بانفتاحه على ثقافات مختلفة من جميع أنحاء العالم عبر تركيزه على الموسيقى الكلاسيكية والتراثية فيها إلى جانب التطريب العربي، ويبدو أن خطّة التقشّف لم تتعكس على فعالياته هذا العام رغم انخفاض ميزانيته، إذ استطاع المنظّمون تفعيل الاتفاقيات الثقافية لتتحمّل البلدان المشاركة تكاليف سفر الفرق التي تمثّلها.
تكرّم الدورة الحالية الشيخ مصطفى الحصار (1920 – 2017) الذي رحل الشهر الماضي، وكان أحد الأصوات المعرفة في أداء الموشحات منذ أربعينيات القرن الماضي، وتشارك فرق من مصر وتونس والمغرب وتركيا وروسيا وكرواتيا وإسبانيا ومدغشقر وفرنسا واليابان وباكستان إضافة إلى عدد من الفرق الجزائرية.
افتتح المهرجان بحفل لـ"الأوبرا النسائية" في الجزائر بمشاركة الفنانتيْن إيمان ساهر ونسرين غنيم وقيادة الموسيقي نجيب كاتب، وتلاه حفلان لكلّ من فرقتي "فينيسيا" من كرواتيا و"سكستيت أوسيبوف" من روسيا.
من بين الفرق المشاركة؛ و"ديوك ألو" من مدغشقر، و"فرقة محمد بونليس" من تركيا، و"فرقة جلال الشرقاوي" من المغرب، و"فرقة التراث للموسيقى الشعبية" من مصر، و"الفرقة الاندلسية" من فرنسا، و"فوتاري باياشي" من اليابان، والفنانتين آني أرزومانيان من أرمينيا وأفيتاب من الباكستان.
إلى جانب "المجموعات الوطنية لأوبرا الجزائر" (فيمينان)، وفرقة "أندلو"، وفرقة "جمعية إشبيلية"، و"جمعية الرابطة"، والفنانتيْن ليلى بورصالي وحسناء هيني، كما تقام دورات تدريبية ولقاءات ومحاضرات حول آلات شعبية مثل القويطرة (عود جزائري الصنع) التي تم تصنيعها لتواكب تطوّرات الموسيقى الأندلسية، والكمان والعود والربابة.