"انتقالات"، هو العنوان العام الذي تنطلق تحته أيام مهرجان "كايروغرافي" الذي يلتفت إلى فن التصوير والفيديو بشكل خاص، وينطلق في نسخته الأولى في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في القاهرة ويتواصل حتى نهاية العام.
يبدو المهرجان كما لو أنه يحاول أن يتحول إلى تظاهرة من دورته الأولى، ولذلك يمتد على فترة زمنية طويلة بالنسبة لمهرجان، وقد اجتمع على تنظيمه جهتان: "درب 1718" للثقافة والفنون المعاصرة، ومدرسة التصوير الفوتوغرافي "فوتوبيا".
برنامج "كايروغرافي" (كلمة تلعب على اسم القاهرة وتصميم الرقص بالإنكليزية) يذهب باتجاهين، ثمة سلسلة من الندوات التي تدور بشكل أساسي حول تقنيات فن التصوير، وهذه هي التي تنظمها "فوتوبيا"، أما السلسلة الثانية فتضم تجارب إبداعية ووقفات تاريخية وأسئلة راهنة وبعيدة عن التقنية، وهي محاضرات يقيمها مركز "درب 1718".
اختارت التظاهرة كلمة "انتقالات" لتنضوي تحتها الفعاليات، لأن الشاغل الرئيسي للتظاهرة في دورتها الأولى هو "كيفية استيعابنا، تَقبلنا، أو رفضنا للتغيير... يهدف المهرجان إلى استكشاف قدرتنا على الفهم، والرصد، والتفاعل مع التغييرات المؤدية للانتقالات المستقبلية من خلال التصوير الفوتوغرافي المعاصر"، كما يقول المعماري والمصور المصري كريم حيوان، في بيانه حول التظاهرة التي يشرف على نسختها الحالية، وهو صاحب مبادرة أسبوعية لتصوير وفوتوغرافيا الشارع يوم السبت من كل أسبوع بهدف استكشاف شوارع وأحياء القاهرة.
ويضيف حيوان في حديث لـ "العربي الجديد"، إن فكرة ثيمة الانتقالات تكتسب أهميتها من علاقة الصورة بكل شيء من حولنا، فالصورة توثيق وتعبير لك تغيير، ومجموعة التغيرات أيا كان نوعها، تشكل في نهاية الأمر الانتقالات".
ويؤكد أن "الأعمال التي تقدمت للمشاركة في المهرجان تتطرق إلى مواضيع كثيرة ومختلفة، منها ما تناول السياسة أو الرغبة، لا يوجد أي قيود لقد تركنا الأمر مفتوحاً وساعدنا في ذلك توسيع دائرة المشاركين للهواة والمحترفين والأعمار المختلفة، ما أغنى التجربة ككل، ووصلتنا أعمال رسائلها قوية ومواضيعها مثيرة للجدل".
يقول حيوان إن "مبادرة "كايروغرافي" تكتسب أهميتها من غياب تظاهرة للفوتوغرافيا بوصفها فناً معاصراً في مصر، تكون منصة لفناني هذا النوع"، ويتابع "من هنا فكر معتز نصر من "درب 1718" في إطلاقها ثم انضمت إليه مروة أبو ليلى من "فوتوبيا" ثم انضممت أنا واقترحت المفهوم لهذا العام، وسيأتي غيري العام المقبل ليقترح مفهوماً آخر".
من أبرز الفعاليات المبرمجة محاضرة "إطلاق النار على الأشباح" التي يلقيها الناقد الفني والروائي الفرنسي من أصل كاميروني سيمون نجامي. كذلك يتحدث المصور المصري روجيه أنيس حول "المشاريع الشخصية والسرد القصصي". وفي ما يخص تاريخ فن الفيديو والفوتوغرافيا في مصر، تتحدث المصورة علا سيف حول "التصوير الفوتوغرافي في مصر: النشأة، والتطور والمتغيرات".
كذلك يناقش المصوّر حسام علوان موضوعاً قديماً متجدداً هو "مصر بعيون أجنبية". وإن كانت العيون الأجنبية القديمة مزجت بين "الاكتشاف" و"الاستشراق" والهيمنة الاستعمارية أيضاً، فإن العيون الأجنبية اليوم تتضمن للمفارقة استشراقاً ذاتياً و"عيوناً أجنبية" محلية يعجّ بها مشهد الفن المعاصر.
من جهة أخرى يتضمّن المهرجان أيضاً مجموعة من الورش والطاولات المستديرة، من بينها "رعاية الفن، مناقشة التغيير المطلوب"، و"فوتوبوك إيجيبت"، إلى جانب حلقة نقاشية بعنوان "قبل ضغطة الزر كان هناك قراءة ونظر".
وفي سلسلة مخصصة للتجارب الجديدة في التصوير وفن الفيديو، تنظّم التظاهرة محاضرات مختلفة، من أهمها "ماذا فعلت القصة المصورة بمصورها؟"، و"وُلِد للتغيير"، و"لماذا اختار أساليب مختلفة؟"، و"قصص من سجن النساء"، و"الفوتوغرافيا كعميل للتغيير". أخيراً، من أبرز ورش "كايروغرافي" ورشة "كيف تصنع كتاباً مصوراً"، و"تحدي تصوير الشارع".