حتى الثاني والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، يتواصل في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة معرض "بين نظرة ونظرة: جيروم، فن وأثر"، والذي افتتح أمس الثلاثاء ضمن موسم "قطر تبدع" لخريف/ شتاء 2024 - 2025.
يستكشف المعرض، الذي ينظّمه "متحف لوسيل المستقبلي"، تجربة الرسام والنحات الفرنسي جان ليون جيروم (1824 - 1904) الذي تمرّ مئتي عام على ميلاده، من خلال أكثر من ثلاثمئة عمل تعود إلى الحقبة الممتدة من القرن السادس عشر إلى التاسع عشر.
يضمّ المعرض ثلاثة أقسام تقدم عرضاً شاملاً لسيرة جيروم ورحلاته إلى شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وتأثيره العميق في التصور الأوروبي لهذه المنطقة، حيث زار تركيا عام 1854 ومنها إلى مصر، مهتماً بالعمارة والفنون الإسلامية في سلسلة من رسوماته، والآثار القديمة، ومشاهد من الحياة اليومية في البلدان العربية التي تناولها أيضاً في كتاباته.
يستشكشف رحلات الفنان الفرنسي إلى المنطقة العربية في القرن التاسع عشر
اللوحات والمنحوتات المعروضة التي تنتمي إلى الفن الاستشراقي بعضها مقتناة في متاحف قطر، إلى جانب قطع بارزة مستعارة من مؤسسات مثل "متحف المتروبوليتان للفنون" في نيويورك، و"متحف الفنون الإسلامية" في ماليزيا، ومجموعات ومعارض فنية خاصة، وتعكس تطور شخصية جيروم الفنية ومصادر إلهامه والمؤثرات الثقافية والمعرفية على تجربته.
يضيء القسم الأول قوة تأثير جان ليون جيروم في عالم الفن الاستشراقي في القرن التاسع عشر، وموضوعاته الفنية وأسلوبه الواقعي الذي يتسم بدقة التفاصيل، بينما يستعرض القسم الثاني مفهوم الاستشراق في الفن، بوصفه الطريقة التي كان الفنانون الأجانب يصورون بها شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ورؤيتهم لثقافات هذه المنطقة وللطبيعة.
ويشتمل القسم الثالث على أعمال تبيّن خصوصية أسلوب جيروم ورؤيته في بناء المشاهد، وكذلك طريقة استخدامه لتقنية "البريكولاج" في أعماله، من خلال الكتب المصورة والرسومات والصور الفوتوغرافية والأزياء التي تعود إلى تلك المرحلة.
أما القسم الثالث، فيبرز الجدل حول أعمال جيروم الاستشراقية في القرن الماضي، على ضوء النظرة الجديدة التي تشكلت بعد صدور كتاب "الاستشراق" للمفكر إدوارد سعيد عام 1978، ولدى العديد من المؤرخين الذين درسوا أعماله في سياقها الاستعماري.
يُذكر أن المعرض يرفق بكتالوغ مصور يحوي بحثاً جديداً عن الفنان ومقالات عن تأثيره، من إنجاز القيمين الفنيين إيميلي ويكس وغايلز هدسون وسارة رضا، بالإضافة إلى كريستين بيلتر المختصة في الفن الاستشراقي وأستاذة تاريخ الفن في "جامعة مارك بلوش" بستراسبورغ.