"بيت الورق" عنوان المعرض الذي يقيمه غاليري "أيام" في دبي للفنان الإيراني أفشين بيرهاشمي وينطلق اليوم ليتواصل حتى 25 أيار/ مايو المقبل.
تنتمي أعمال بيرهاشمي إلى الفوتوغرافيا المعالجة فنيّاً، وتتناول غالبيتها موضوعٌ واحدٌ هو المرأة الإيرانية.
يعمد الفنان إلى اللونين الأسود والأبيض، ويقدّم المرأة بصورة قوية، محاربة، مرتدية العباءة الشهيرة، يركّز على العيون القويةّ والملامح المؤثّرة والمثيرة، وكل ما يُمكن أن يداعب خيال أي كان عن المرأة في الشرق.
وإذا كانت هذه هي تفاصيل الصور، فإن مواضيعه بالضرورة تتعلّق بقضايا المرأة وما تتعرّض إليه في المجتمعات المتشدّدة، مستفيداً من الثقافة الشعبية التي يضيف إليها البهارات المطلوبة لتحمل الصورة مقاييس مناسبة لما يتوقّعه المتلقّي الذي يمتلك ثقافة عادية، وهو يمثّل الغالب الأعمّ من زائري المعارض، فيتصادى معه ويرى أمامه عملاً فنياً مهمّاً.
ليس بعيداً عن هذه الأجواء، يلاقي فنّانون وفنّانات إيرانيات الكثير من النجاح في المعارض الأوروبية باستخدام الخلطة نفسها.
الملامح الشرقية، التركيز على العيون، اللون الأسود رمز الاضطهاد والحجاب والهيمنة، استخدام الحرف العربي، الوشوم.. إلخ، أدوات معدودة لها استعمالات مكرّرة وتتناقلها أيدي الفنّانين، للتعبير عن العنف والتغييب الذي تتعرّض إليه المرأة في الشرق وهيمنة الموروث عليها.
نعم، المرأة تتعرّض للعنف في الشرق، والقضية تستحقّ أن يُهدر فيها الكثير من الجهد والوقت من فنّانين وناشطين وكتّاب، لكن تحويل هذا العنف إلى أعمال فنية ضحلة الرؤية والتنفيذ يهين ويمتهن هذه القضايا ولا يخدمها. ويقدّم صورة جاهزة للاستقبال، ليست مستفزّة ولا مسائلة ولا مستكشفة، بل هي صدى لما قدّمه فنّانون مستشرقون في القرن التاسع عشر، عن صورة هذه المرأة، والذين يُمكن اعتبارهم المعلمين الأوائل لهذا النوع من الأعمال التي نراها اليوم.