وقال أحد تجار المدينة، محمود الكريفعاوي، لـ "العربي الجديد"، إن القصف الجوي والمدفعي على المدينة وحصار الجيش والمليشيات أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق. مبيناً أن قصف منطقة "العبرة" شمال الفلوجة بشكل متواصل على مدار الساعة تسبب بهذا الارتفاع، لأن هذا المنفذ يمثل المعبر الوحيد الذي يتم من خلاله إدخال السلع والبضائع إلى المدينة.
اقرأ أيضاً: معركة الفلوجة الثالثة: تحالف أميركي إيراني فرنسي عراقي
وأوضح الكريفعاوي، أن سعر كيس الرز وصل 130 ألف دينار عراقي (ما يعادل 100 دولار) والسكر 60 ألف دينار عراقي(ما يعادل 50 دولاراً) والطحين 60 ألف دينار عراقي(ما يعادل 50 دولاراً). لافتاً إلى أن سعر العبوة الصغيرة وزن 500 غرام حليب الأطفال وصل 25 ألف دينار عراقي(ما يعادل 20 دولاراً).
وأشار الكريفعاوي إلى أن عدداً كبيراً من الأسر بدا عاجزاً عن توفير قوته اليومي واضطر للاعتماد على ما بقي في الحقول الواقعة في أطراف المدينة من خضراوات، بعد أن نفدت كميات الرز والطحين التي خزنوها في وقت سابق.
من جهته، قال الطبيب في مستشفى الفلوجة، محمد العاني، إن المستشفى شهد وفاة ستة أطفال، خلال الأسبوع الماضي، بسبب نقص الحليب والغذاء، مؤكداً في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن 18 طفلاً آخرين يرقدون في المستشفى بعد تعرضهم لأمراض خطيرة تهدد حياتهم، بعد عجز أسرهم عن توفير الغذاء الكافي لأطفالهم.
وفي سياق متصل، حذر العضو السابق في مجلس الفلوجة، عمار حسين المحمدي، من خطورة إغلاق الحدود العراقية الأردنية، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن هذا القرار يوضح نية الحكومة تنفيذ خطة جديدة تهدف للقضاء على السكان المحليين بالموت جوعاً، وأشار إلى أن السلطات العراقية تحاول قتل المدنيين بـ "سلاح الجوع" بعد أن تعرضت لانتقادات شديدة محلية دولية بسبب استخدامها "البراميلَ المتفجرة" والقصف العشوائي على المدينة. لافتاً إلى أن قرار إغلاق معبر طريبيل الذي تدخل منه المواد الغذائية يستهدف محافظة الأنبار عموماً والفلوجة خصوصاً.
وأعلنت الحكومة العراقية، في وقت سابق، إغلاق منفذ طريبيل الحدودي الذي يربط العراق بالأردن، كما أكدت وزارة الداخلية، أن الإغلاق سيكون مؤقتا إلى حين انتهاء العملية العسكرية في محافظة الأنبار.