يختتم غداً في قرية سابوسيدو الإسبانية "مهرجان ترويض الوحوش"، أحد أقدم المهرجانات الشعبية في البلاد. وللعام الـ 400، جمع "المقاتلون"، كما يطلقون على أنفسهم، مئات الخيول البرية، لأجل ترويضها، وفق تقاليد المهرجان: تثبيتها أرضاً وقصّ شعر رقابها وذيولها.
ولأجل تحقيق هذا الهدف، خاض المقاتلون معركة مع الخيول الجامحة، تشبه إلى حدّ ما مصارعة الثيران، التي تشتهر الثقافة الإسبانية بها، إلا أنّ الطعن وإسالة الدماء ليسا هدفها، بل هدفها إنزال الخيول البرية، المعروفة بقوّتها وجموحها، أرضاً وتثبيتها لأجل قصّ شعرها. وعادة ما يشكّل المشاركون فريقاً، يتعاونون معاً من أجل تحقيق مرادهم.
يرمي منظّمو ومقاتلو المهرجان إلى إحياء التراث الاسباني، وتشجيع الشبّان المعاصرين على إثبات قوّتهم وتقليد أجدادهم، الذين كانوا يتميّزون بقوّة البنية والشجاعة.
ككلّ عام، وعلى امتداد أيام المهرجان الأربعة، لم يخلُ المهرجان من جرحى تمّ إسعافهم في الحال، إلا أنّ الإصابات لم تخفّف من حماسة المشاركين في تحدّي الخيول البرية وإخضاعها، والاحتفال لاحقاً بانتصارهم عليها.
قبل انطلاق المهرجان في مروج قرية سابوسيدو الإسبانية(دنيس دويل/Getty) | |
حشر الخيول البرية في ساحة المعركة يزيد جموحها وعنفها، حتى تجاه بعضها بعضاً (دنيس دويل/Getty( | |