"تريترز" يرعى مرضى غزة

20 ديسمبر 2016
موقع "تريترز" (محمد الحجار)
+ الخط -
نجح الممرّض محمد أبو شعيرة (32 عاماً)، الحاصل على شهادة تمريض، في إطلاق مشروعه الريادي المتخصّص في تقديم الخدمات الطبيّة، وذلك من خلال موقع إلكتروني حمل اسم "تريترز"، يساهم في التخفيف من معاناة المرضى. بدأت فكرته بعدما لاحظ أن احتياجات المرضى كثيرة، خصوصاً خلال عمله في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في مدينة غزة.
مثلاً، لاحظ أنّ المرضى يجدون صعوبة في الوصول إلى عيادات الأطباء، حتى إنّه بدا عاجزاً في بعض الأحيان عن مساعدتهم خلال عمله في المستشفى. لذلك، فكّر في إنشاء موقع إلكتروني يسهّل على المريض جميع الخدمات الطبية والصحية التي يجد صعوبة في الحصول عليها.

بدأ البحث بالتعاون مع الأطباء عن أبرز أنظمة المعلومات التي يتسعينون بها لتنظيم عملهم، والوسائل الأسهل للوصول إليهم. ولاحظ أنّ هناك مشكلة في الحصول على مواعيد لدى الأطباء، وصعوبة تنقل بعض المرضى، وعدم التزام أطباء بالمواعيد التي يحدّدونها، نظراً لانشغال غالبيّتهم في المستشفيات، سواء أكانت حكومية أم خاصة.

من خلال موقعه، يستطيع المريض حجز موعد لدى الطبيب الذي يريد. وقبل أن يتمكن من تحقيق هذا الأمر، كان قد واجه مشكلة تتعلّق بعدم وجود دليل لعيادات الأطباء في غزة، بسبب عدم التزام بعض الأطباء بوضع عناوينهم ضمن هيئة طبية واحدة، بالإضافة إلى عدم اهتمام الهيئات النقابية الطبية بوضع عناوين الأطباء في دليل موحد. هنا، بدأ أبو شعيرة البحث لتحديد أهم عيادات الأطباء في كل محافظات قطاع غزة. وما على المريض اليوم إلا الدخول إلى الموقع الإلكتروني، وتحديد منطقته الجغرافية، ثم التخصّص الذي يبحث عنه، لتظهر له مجموعة من الأطباء. بعدها يختار من يريد، علماً أنه يمكن للمريض الاطلاع على السيرة الذاتية لكل طبيب.



ويقدّم الموقع، بالإضافة إلى خدمة حجز موعد، ثلاث خدمات أخرى. الخدمة الثانية هي شراء الأدوية. وما على المريض إلّا دخول الموقع، وتحديد موقع سكنه، لتظهر له الصيدليات القريبة من منزله، ثم يكتب اسم الدواء. هنا، يسهّل الموقع عليه كتابة الاسم في حال أخطأ فيه، ويقدم له بعض المعلومات عن الدواء وسعره. ويضع المريض عنوانه ليجلب إليه الدواء. ويقول أبو شعيرة لـ "لعربي الجديد": "حصلنا على حسومات على كل الأدوية". ويلفت إلى أنّ بعض المرضى يعجزون عن قراءة أسماء الأدوية من خلال نشرة الطبيب، فأتاح لهم الموقع إرفاق صورة.

الخدمة الثالثة هي تحليل المختبرات. هذه المرة أيضاً، يضع المريض مكان سكنه في أيقونة مخصّصة، لتظهر له المختبرات القريبة من منزله، ثم يمكنه الاطّلاع على قائمة التحاليل المخبرية كلها، وتحديد تلك المطلوبة منه والاطلاع على أسعارها. أيضاً، يكتب المريض عنوانه، وبعد نصف ساعة، يحضر ممرّض إلى منزله لسحب الدم. وبعد ظهور نتائج التحليل، ترسل إلى بريد المريض الإلكتروني، أو إلى منزله.

أما الخدمة الرابعة، فهي الرعاية المنزليّة. من خلالها، يمكن للمريض الحصول على رعاية شاملة، ومتابعة من طبيب نفسي، أو خدمات مؤقتة مثل تنظيف الجروح وغيرها. وهنا، يمكن للمريض تحديد نوع الرعاية التي يحتاجها، ومكان إقامته، ثم يتّصل المندوب بالمريض لتحديد موعد مناسب للجلسة.

يشير أبو شعيرة إلى أنّ موقعه يفيد الأطباء والصيدليّات المشاركة، إذ يتيح لهم الإعلان عن خدماتهم، والتي تسوق أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد وقّع اتّفاقيات مع عدد من الأطباء، والذين يدفعون بدل اشتراك للموقع، ما يوفّر له المال، ويجعله قادراً على الاستمرار.
ويفتح الموقع سجّلاً طبيّاً لكلّ مريض، يستطيع من خلاله معرفة عدد زياراته إلى الأطباء. كذلك، فإن هذا السجل يسهّل على الطبيب المتابع للمريض عمله، إذ يضم جميع التقارير الطبية. وقد تمكّن أبو شعيرة من تنفيذ فكرته، والتي ظلت حبراً على ورق على مدى ثلاث سنوات، من خلال "مشروع بذرة" الذي يهتم بتمكين الشركات الرياديّة الناشئة ويدعمها فنيًّا وماليًّا، ويساعدها على تقوية مركزها، وتوسيع نطاق عملها في السوق، ويساهم في تنشيط قطاع الأعمال وتكنولوجيا المعلومات في قطاع غزة.

ويرى أبو شعيرة أنّ "مشروع بذرة" هو أمل حقيقي، وقد حوّل الأفكار المكتوبة على الورق إلى مشاريع حقيقية. كذلك، سهّل خلق فرص عمل لبعض الخريجين في مجالات الصحة والإدارة. وقد اختير مشروعه من ضمن 15 فكرة ريادية.