نصف ساعة من الزمن، ليس مدة فقرة في برنامج حواري. بل هي المدة الكاملة لكل حلقة من برنامج الفنانة التونسية لطيفة على شاشة dmc المصرية بعنوان "حكايات لطيفة". الاسم المنتقى ليقدم حواراً هادئاً يستقطب عدداً من المغنين المصريين والعرب، لم يفلح في الحلقة الأولى في تقديم الإبهار، رغم استضافة الفنان اللبناني وائل جسار المعروف بجماهيريته العالية في مصر، فضلاً عن إحساسه العالي في أداء الأغنيات الرومانسية. وبذلك لم تحظَ الحلقة رغم مرور عدة أيام على عرضها بأكثر من 20 ألف مشاهدة على قناة dmc الرسمية على يوتيوب.
الأرقام ليست وحدها من تحدد جماهيرية الحلقة، إذ لم يشكل هاشتاغ البرنامج تداولاً ملحوظاً على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل الحلقة تمرّ مرور الكرام، مع أنها تشكل الانطلاقة، أي أن أمام الجمهور فرصة لتقييم عودة لطيفة للتقديم وديكور البرنامج وطبيعة فقراته، وهذا لم يحدث، وربما لن يحدث طالما أن البرنامج خاوٍ من فكرة الإعداد. هنا لا فقرات فاصلة ولا متسع زمنياً تفسح فيه الثلاثون دقيقة لبناء فقرات متوازنة، بل مجموعة من الذكريات المتجزأة التي تطرحها لطيفة ويتابع الضيف ذكر بعض تفاصيلها أو التهرب منها. ورغم ابتعاد لطيفة عن الاستئثار بكرسي التقديم وتزعم البرنامج كما فعل غيرها من الفنانين في تجاربهم التلفزيونية، لكنها أخفقت في إدارة دفة الحوار على ما يبدو طالما غاب المحور الأساسي للبرنامج، على عكس تجربتها السابقة "يلا نغني"، حيث اعتمد قوام البرنامج على التعليقات البسيطة وفسحة أكبر للغناء وإعادة إحياء جزء من روائع الطرب العربي.
ولعل لطيفة حاولت الحفاظ على تلك الروح، عبر حشد فرقة موسيقية كبيرة للبرنامج بقيادة المايسترو محمد الموجي، وختام الحلقة بأغنية طربية مع ذكر اسم المغني والشاعر والملحن. أما القوام العام فظلَ رخواً من دون منح الراحة لوائل جسار خلال الحلقة لفهم تركيبة البرنامج والقدرة على التعبير بسلاسة، رغم الصداقة الطويلة التي تجمعه بلطيفة. وجاء الديكور ليلعب دوراً عكسياً في عدم تحقيق الانسجام، فلا لقطات عامة ولا جمهور جالساً يتفاعل مع الأغنيات ومن دون توضيح لزاوية دخول الضيف وموقع الفرقة الموسيقية، خاصة إذا كان مخرج البرنامج أكرم فاروق سبق أن أخفق في جذب الجمهور ببرنامجه السابق "صالون أنوشكا"، بعدما أخرج عدداً من الكليبات المصورة.
اقــرأ أيضاً
نقوش كثيرة ملأت الجدران أوحت بجو أقرب لقاعات القصور الملكية حيث تقام الحفلات الموسيقية، أما الحكاية فأخفقت أن تكون برنامجاً موسيقياً بالكامل أو برنامجاً ذا صبغة حوارية بل كانت لقاء سريعاً مع نجم محبوب سمته اللطف لا أكثر.
الأرقام ليست وحدها من تحدد جماهيرية الحلقة، إذ لم يشكل هاشتاغ البرنامج تداولاً ملحوظاً على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل الحلقة تمرّ مرور الكرام، مع أنها تشكل الانطلاقة، أي أن أمام الجمهور فرصة لتقييم عودة لطيفة للتقديم وديكور البرنامج وطبيعة فقراته، وهذا لم يحدث، وربما لن يحدث طالما أن البرنامج خاوٍ من فكرة الإعداد. هنا لا فقرات فاصلة ولا متسع زمنياً تفسح فيه الثلاثون دقيقة لبناء فقرات متوازنة، بل مجموعة من الذكريات المتجزأة التي تطرحها لطيفة ويتابع الضيف ذكر بعض تفاصيلها أو التهرب منها. ورغم ابتعاد لطيفة عن الاستئثار بكرسي التقديم وتزعم البرنامج كما فعل غيرها من الفنانين في تجاربهم التلفزيونية، لكنها أخفقت في إدارة دفة الحوار على ما يبدو طالما غاب المحور الأساسي للبرنامج، على عكس تجربتها السابقة "يلا نغني"، حيث اعتمد قوام البرنامج على التعليقات البسيطة وفسحة أكبر للغناء وإعادة إحياء جزء من روائع الطرب العربي.
ولعل لطيفة حاولت الحفاظ على تلك الروح، عبر حشد فرقة موسيقية كبيرة للبرنامج بقيادة المايسترو محمد الموجي، وختام الحلقة بأغنية طربية مع ذكر اسم المغني والشاعر والملحن. أما القوام العام فظلَ رخواً من دون منح الراحة لوائل جسار خلال الحلقة لفهم تركيبة البرنامج والقدرة على التعبير بسلاسة، رغم الصداقة الطويلة التي تجمعه بلطيفة. وجاء الديكور ليلعب دوراً عكسياً في عدم تحقيق الانسجام، فلا لقطات عامة ولا جمهور جالساً يتفاعل مع الأغنيات ومن دون توضيح لزاوية دخول الضيف وموقع الفرقة الموسيقية، خاصة إذا كان مخرج البرنامج أكرم فاروق سبق أن أخفق في جذب الجمهور ببرنامجه السابق "صالون أنوشكا"، بعدما أخرج عدداً من الكليبات المصورة.
نقوش كثيرة ملأت الجدران أوحت بجو أقرب لقاعات القصور الملكية حيث تقام الحفلات الموسيقية، أما الحكاية فأخفقت أن تكون برنامجاً موسيقياً بالكامل أو برنامجاً ذا صبغة حوارية بل كانت لقاء سريعاً مع نجم محبوب سمته اللطف لا أكثر.