عادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم الثلاثاء، عن قرارها المتخذ صباحاً بإرجاء تسليم ردها المكتوب الداعم لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وسلمته للجنة الانتخابات المركزية بعد لقاء على مستوى رفيع بين الجانبين في غزة.
وكانت "حماس" قد أرجأت تسليم ردها بعد قمع قوات الأمن الفلسطيني اعتصاماً لأسرى محررين في رام الله، وسط الفضة الغربية المحتلة، كانوا يحتجون على قطع رواتبهم.
وسلّم رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر رد الحركة المكتوب، مساء اليوم الثلاثاء، عقب لقاء امتد لنحو ساعة في مكتب قيادة الحركة بمدينة غزة.
وقال هنية، للصحافيين عقب اللقاء: "الاعتداء على المعتصمين برام الله كان سببًا لإرجاء ردنا الإيجابي"، مضيفاً أنّ حركته "قامت بتقديم ردها الإيجابي على خارطة الانتخابات"، ومشيراً إلى أنّ "هذا الموقف يؤكد أنّ حماس ستشارك في الانتخابات في إطار النظام الأساسي المتوافق عليه فلسطينيًا".
ولفت هنية إلى أنّ "أي استثناء للقدس بالمعنى السياسي والجغرافي لن يكون مقبولاً، سواء لدى حركة فتح أو حماس"، في إشارة للإصرار على إجراء الانتخابات في المدينة المحتلة، والمخاوف من منع الاحتلال الإسرائيلي ذلك.
وقال هنية "إننا سنمضي في مشاوراتنا لإجراء انتخابات المجلس الوطني"، معرباً عن ثقته في حركة "فتح" بدعم وتوفير ما يلزم لإنجاح الانتخابات.
أما رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر، فأعلن، خلال المؤتمر الصحافي، أنّ "اليوم يأتي تتويجًا لحوالي 10 رحلات مكوكية من رام الله لغزة".
وقال ناصر: "بليونة وحكمة من حركة حماس وافقت على المشاركة في الانتخابات القادمة"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "هذه الانتخابات قد تزيل الانقسام البغيض، وصندوق الانتخابات في النهاية أهم عمل تقوم به اللجنة".
وكان من المفترض أن يتسلم ناصر الرد المكتوب من "حماس" عقب لقاء قادتها في مدينة غزة، صباح اليوم الثلاثاء، لكن ذلك لم يحدث رغم عقد اللقاء.
وفي وقت سابق، قال القيادي في "حماس" صلاح البردويل، في مؤتمر صحافي بمكتب الحركة بغزة، إنّ "حماس" أعدت ردًا مكتوبًا يحمل مضامين "داعمة وميسرة" للعملية الانتخابية.
وأضاف البردويل: "قبيل لقاء قيادة حماس مع لجنة الانتخابات المركزية ارتكب الاحتلال جريمته بقتل الشهيد سامي أبو دياك، الذي تزامن قتله مع قيام أجهزة السلطة بقمع اعتصام الأسرى المحررين في رام الله، وهو ما يتنافى كليًا مع مبدأ حرية الرأي، ويمثل انتهاكا للحريات العامة".
وأكد البردويل أنّ "حماس قررت إرجاء تسليم موقفها الإيجابي المكتوب لناصر رفضًا واستنكارًا لجريمة السلطة بحق الأسرى المحررين".
ولفت إلى أن "حماس رحبت بالانتخابات العامة باعتبارها خطوة مهمة على طريق استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام على قاعدة الشراكة، وقامت بتذليل كل العقبات في طريق إجراء الانتخابات وخلق أجواء إيجابية".
وشدد على "ضرورة تأمين متطلبات عملية الانتخابات وعلى رأسها الحريات العامة".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اشترط تسلّم رد مكتوب من "حماس" على مسألة الانتخابات للمضي فيها قدماً.
وتتعزز كل يوم لدى الفلسطينيين قناعة بأنّ الانتخابات لن تجري في وقت قريب، وأنّ الحديث عنها لا يعدو كونه مضيعة للوقت لا أكثر.