إسماعيل هنية

سقط يحيى السنوار في الميدان حاملاً سلاحه وهو يقاتل الاحتلال حتى الرمق الأخير، ولم يكن مُختبئاً في الأنفاق تحت الأرض، أو مُتخذاً من الرهائن دروعاً بشريّة.

الإساءة الحقيقية في تقرير قناة mbc حول قادة المقاومة هو بحقّ السعودية التي تموّل القناة، وبحقّ الصحافة التي قصف التقرير معاييرها وقوّض ما تبقّى من مستواها.

شكّل "طوفان الأقصى" بقيادة يحيى السنوار، منعطفاً عميقاً، وتحولاً في القضية الفلسطينية، نفض الغبار الذي غطّاها منذ نهاية الانتفاضة الثانية، وسيحدد مستقبلها.

إن مات يحيى السنوار أو عاش فإنّ "حماس" ليست حركةً مارقةً ولا عابرةً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل عقيدة تُتناقل بين الأجيال، سعيا إلى الحرية والتحرّر

الإنجازات التكتيكية التي أحرزها الاحتلال في المستوى الأمني، ومكّنته من اغتيال عدد من أبرز قيادات حزب الله، بدأت تتلاشى، ما يعني أن إسرائيل الكبرى مجرّد وهم.

فضحت عملية طوفان الأقصى وما تلاها الانحياز الغربي لإسرائيل، وقوضت الأرضية "الأخلاقية" التي يستند إليها الغرب في ادعاءاته المرتبطة بحقوق الإنسان.