من العاصمة اللبنانية بيروت، والتي تعتبر المدينة العربية الأكثر استيعاباً للاجئين السوريين، انطلق المسلسل الدرامي الإذاعي السوري "حي المطار" في بداية الشهر الحالي. المسلسل هو الأوّل من نوعه بالنسبة للسوريين المقيمين في لبنان، وهو من إنتاج "بي بي سي ميديا بردوكشن"، وبالتعاون مع شركة الإنتاج المحلية "ابن بطوطة"، وبدعم مالي من الاتحاد الأوروبي. ويُعرَض من العمل ثلاث حلقات أسبوعياً على راديو "بي بي سي"، كما أنّ الحلقات متوفّرة بعد عرضها على شبكة الإنترنت، وتحديداً على موقع "ساوند كلاود".
المسلسل من بطولة أروى عمرين ونضال حمادي وناصر مرقبي وجمال سلوم وشادي مقرش وغيرهم من الممثلين السوريين، ومن تأليف بلال شحادات وعدد من الكتاب السوريين، ويحرّره كلٌ من هوزان عكو وعلاء الرشيدي. وفي الحلقات الأولى للمسلسل الذي لم يحدد عدد حلقاته في الإعلان بعد، بدا المسلسل رتيباً للغاية، ويعاني من العديد من المشاكل على المستوى التقني، وفي المحتوى أيضاً، وأبرزها:
الإيقاع البطيء
على الرغم من أن مدة الحلقة لا تتجاوز ربع ساعة، إلا أنك تشعر ببطء الإيقاع وثقله في هذه المدة القصيرة. فالمسلسل يعاني بشكل واضح من فقر الأحداث، لدرجةٍ تجعلكَ تشعر أن الحلقات الثلاث الأولى هي حلقة واحدة فقط من مسلسلات الدراما التلفزيونية السورية. وتقتصر الأحداث في هذه الحلقات على خلاف صاحب المقهى في الحي مع أحد عناصر الجيش الموجودين على الحاجز، وعلى محاولة الكهربجي لإدخال أحد المطلوبين إلى المنطقة، وهي أحداث فقيرة جداً بالنسبة لمسلسل إذاعي يعتمد في توليد أحداثه على الحوار فقط.
غياب العناصر الجمالية
إن أفضل جزء من الحلقة، هو الثواني الأولى منها، إذ تبدأ الحلقة بموسيقى شرقية لطيفة تمهّد للمسلسل، وبعد ذلك تختفي الموسيقى تماماً، لتمضي الربع ساعة الباقية باستماعك للحوار البطيء، والذي يخلو من الجماليّة بدوره. ولا يحتوي الحوار على الشعرية، ولا يمتلك روح الدعابة، وليس قاسياً بالحد الكافي لاعتباره واقعياً. ولكن الأسوأ من ذلك كله، هو أداء الممثلين الضعيف، إذ تستمع في المسلسل لأصوات مهزوزة، تبالغ في الأداء دون إقناع، وتفتعل الأحداث دون أن تعايشها.
لا جديد في كل ما يقال
إن الأحداث التي يتطرق لها المسلسل، واللغة التي تتحدث بها الشخصيات، من الممكن أن تمر على الرقابة السورية دون أن تثير أي مشكلة، وهي مشابهة لحد بعيد للمسلسلات التلفزيونية التي أنتجت في سورية في السنوات الثلاث الأخيرة. وذلك يجعلنا نتساءل عن أهمية تقديم مسلسل إذاعي عن الداخل السوري للسوريين الموجودين في لبنان. في حين أن المسلسل لم يُلمّح لمشاكل السوريين في لبنان سوى بمقطع واحد في الحلقة الرابعة، إذ يشير أحد الممثلين إلى صعوبة الحياة في لبنان، وصعوبة الحصول على إقامة، وهي أمور عامة جداً، ولا تحتاج للتحدّث عنها للجوء إلى تلميحات غير مباشرة. ولكن في المقابل، يحسب للمسلسل ولمنتجيه، أنه يعطي السوريين مساحة خاصة بهم على إذاعات لبنان التي همشتهم منذ بداية الثورة السورية.