وقال مصدر قريب من "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش سيطر على منطقة الصبيحات التي تقع في أطراف قضاء الكرمة القريبة من بغداد"، مبيناً أنّ "المنطقة هي محاذية لناحية النصر والسلام التابعة لقضاء أبو غريب في بغداد، كما أنّها تعد الطريق المؤدي إلى منطقة إبراهيم بن علي القريبة من منطقة الشعلة غربي بغداد، التي يسعى التنظيم إلى الوصول إليها لينفذ من خلالها إلى العاصمة".
وأشار المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، إلى أنّ "هذا التقدم ينذر بخطر كبير بدخول داعش الى بغداد"، مبيناً أنّ "العبادي اجتمع، ليلة أمس، مع قادة الحشد الشعبي، ووجههم بالدفاع عن بغداد من خطر داعش"، مضيفاً أنّه "تم الاتفاق على وضع خط صد دفاعي لحماية العاصمة".
وبيّن أنّ "آليات الجيش والحشد الشعبي بدأت تحصّن بغداد من جهة منطقة إبراهيم بن علي والنصر والسلام ومناطق أبوغريب الأخرى بسواتر ترابية لإعاقة تقدم داعش".
وأضاف أنّه "تم العمل على وضع نقاط مراقبة وتوزيع قطعات مكثفة من الحشد في تلك المناطق لحمايتها"، مشيراً إلى أنّه "على ما يبدو فإنّ موضوع اقتراب داعش من بغداد سيشغل الحكومة عن أيّ تحرك عسكري لتحرير الأنبار".
من جهته، أكّد الخبير الأمني، مجيد عبدالرحيم، أنّ "اقتراب داعش من بغداد بعد سيطرته على الأنبار، أعاد حسابات الحكومة بتوزيع قطعاتها القتاليّة".
وأوضح عبدالرحيم، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه "قبل الانهيار الأمني في الأنبار كانت بغداد مؤمنة، أمّا اليوم فقد أصبحت في دائرة الخطر"، لافتاً إلى أنّ "هذا الأمر سيحتم على الحكومة وضع استراتيجية دفاعية فقط لا هجومية، وإنّها ستترك أي تحرك ميداني في الأنبار، وسيكون حديثها عن تحرير الأنبار مجرد حديث إعلامي عن التجهيز والاستعدادات وما إلى ذلك".
وأشار إلى أنّ "الحكومة ستركز كل جهدها للدفاع عن بغداد، لأنّ سقوطها سيمثل سقوط العراق بالكامل وانهياراً للحكومة"، مؤكداً أنّها "لن تكتفي بالقطعات العراقية بل ستحاول الحصول على وعود أميركية بالدفاع عن بغداد مقابل أي شرط تفرضه الولايات المتحدة، لأنّها القوة الوحيدة التي تستطيع وقف تقدم داعش".
وحمّل الخبير الأمني "الحكومة مسؤولية كل ذلك، بسبب إهمالها ملف الأنبار ورفضها تسليح العشائر التي صمدت حتى بعد انسحاب الجيش والقوات الأمنية".
اقرأ أيضاً: الجيش العراقي يتحصّن بسواتر ترابية في الرمادي