كيف يتفاعل الفنانون والكتّاب مع المعلومات الضخمة حول الكوارث البيئية؟ ما أنواع المعرفة التي تنتجها الفنون عند معالجة تغيّر المناخ وقضايا الانقراض وحالات الطوارئ البيئية الأخرى والكوارث الوبائية كالتي يعيشها الإنسان اليوم، ماذا يحدث للبيانات العلمية عندما تصبح فنًا وأدباً؟
هذه الأسئلة تحاول الباحثة هيذر هوسر مقاربتها في كتابها الصادر مؤخراً بعنوان "دفق المعلومات: الفن والأدب البيئي في عصر البيانات" عن "منشورات جامعة كولومبيا"، وفيه تستكشف الطرق التي يدير بها الفن والأدب المعاصر المعرفة البيئية في عصر أزمة المناخ وزيادة حجم المعلومات.
تُطلق هوسر على حالة غزارة المعلومات هذه Infowhelm، وتقصد بها المعلومات العلمية الوفيرة والمختلف حولها، والتي أصبحت مصادر إلهام غير متوقّعة للفنانين البيئيين الذين يسعون إلى إيصال القصص حول الأزمات.
تحلّل الكاتبة كيف يقوم الفنانون بتحويل تقنيات العلوم إلى مواد جمالية، ويعيدون استخدام البيانات في كل شيء وتجريبها وتجميعها وتصنيفها بدءًا من هجرة الفراش إلى انسكابات النفط في البحر.
تتبّع هاوزر كيف يتنوّع استخدام الفنانين للبيانات، فتأخذ مثالاً على ذلك الروائية باربرا كينغسولفر إلى النصب الرقمية الكبرة للفنانة مايا لين، وغيرهما ممن يعيدون صياغة تقاليد المعرفة الأصلية في العلوم.
ترى الكاتبة أن هذه الأعمال الأدبية والفنية قد تؤدي إلى تشابك البيانات مع التمثيل الإبداعي، والدقّة مع الغموض، والملاحظة مع الشعور، وهذا قد يؤدي إلى حقائق متضاربة أو تجانب الواقع من جهة، ولكنه من جهة أخرى يقدّم طرقًا جديدة لفهم التغيرات في الطبيعة والمناخ.
يربط هذا الكتاب بين العلوم الإنسانية البيئية ودراسات الوسائط الرقمية ودراسات العلوم والتكنولوجيا، ويكشف عن أهمية الوسط الفني والشكل لفهم القضايا البيئية ويتحدّى افتراضاتنا حول كيفية وصول الناس إلى المعرفة البيئية والاستجابة لها.
يُذكر أن هيذر هوسر أستاذة الأدب في "جامعة تكساس"، حيث تقوم أيضًا بالإشراف على مشروع Planet Texas 2050 الذي يركّز على القضايا المناخية. وهي مؤلّفة كتاب "اعتلال البيئة في الأدب الأميركي المعاصر: البيئة والتأثير".